البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

محمد جعفر استرآبادی d. 1263 AH
106

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

معقولة منظورا إليها لا آلة في النظر إلى غيرها ، وجدها عرضا موجودا في محل هو عقله.

إذا ثبت هذا ، فنقول : الإمكان كآلة للعاقل ، بها يعرف حال الممكن في أن وجوده على أي أنحاء العروض يعرض للماهية ، ولا ينظر في كون الإمكان موجودا أو معدوما أو جوهرا أو عرضا أو واجبا أو ممكنا ، فليس حينئذ إلا أمر واحد ، فلا يلزم تسلسل ، ثم إذا نظر في وجوده أو إمكانه أو وجوبه أو جوهريته أو عرضيته ، لم يكن بذلك الاعتبار إمكانا لشيء ، بل كان عرضا في محله ، وهو العقل ، وممكنا في ذاته.

والإمكان من حيث هو إمكان لا يوصف بكونه موجودا أو غير موجود ، وممكنا أو غير ممكن ، وإذا وصف بشيء من ذلك ، لا يكون حينئذ إمكانا ، بل يكون له إمكان آخر يعتبره العقل.

والإمكان أمر عقلي ، فمهما اعتبر العقل للإمكان ماهية ووجودا حصل فيه إمكان إمكان ، ولا يتسلسل ، بل ينقطع عند انقطاع الاعتبار ، وهكذا حكم جميع الاعتبارات العقلية من الوجوب والسببية والحدوث وغيرها من ثواني المعقولات.

** قال

لما في العقل ).

** أقول

[ و] تقريره : أن حكم الذهن على الممكن بالإمكان إن لم يكن مطابقا للخارج كان جهلا ، وكان الذهن قد حكم بالإمكان على ما ليس بممكن ، وإن كان مطابقا للخارج كان الإمكان موجودا فيه.

وتقرير الجواب : أن الإمكان أمر عقلي ، فإذا اعتبر فيه المطابقة فيجب أن يكون مطابقا لما في العقل ؛ لأنه اعتبار عقلي ، على ما تقدم.

** قال

صفحه ۱۷۱