الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

Humaid bin Ahmed Naijyat d. Unknown
88

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

ناشر

الجامعة الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

محل انتشار

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

الحديث في نفوسهم، وكانوا يوصون بالعمل بالحديث ولو مرة. ومن ذلك التعظيم ما رؤي لبعض الأئمة من الرؤى الطيبة، كما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس ﵀ المعروف بشدة اتباعه للأثر، ومن هنا كان المقصود من العلم هو العمل بفعل الخير وترك الشر، وليس مجرد المعرفة المجردة. ونظرا لأهمية هذه المسألة اعتنى بها علماء الإسلام، ودونوها في مؤلفاتهم، فهذه كتب السنة ودواوين الإسلام، لا يكاد يخلو كتاب منها، من باب في الأمر بالاتباع، والحث على التمسك بالكتاب والسنة، وما من علم من العلوم الإسلامية، إلا وتجد فيه شيئا من ذلك، في التفسير والحديث والعقيدة والفقه والأصول وغير ذلك، ناهيك عما أُلِّف فيه استقلالا، كيف لا وهما الأساس الذي بني عليه هذا الدين. وقد ذكر ابن القيم ﵀ في كتابه مدارج السالكين أن من منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة التعظيم، وشرح قول المصنف أن أول درجاته: "تعظيم الأمر والنهي، وهو أن لا يُعارضا بترخص جاف، ولا يعرَّضا لتشدد غال، ولا يحملا على علة توهن الانقياد" (^١). فقال عن الغلو: "والغلو نوعان: نوع يخرجه عن كونه مطيعا، كمن زاد في الصلاة ركعة. . . وغلو يخاف منه الانقطاع والاستحسار، كقيام الليل كله". وأما العلة التي توهن الانقياد فقال: "أن لا يتأول في الأمر والنهي

(^١) مدارج السالكين (٥١٦ - ٥٢٣).

1 / 92