173

الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة

الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة

ناشر

المطبعة الميمنية،مصر

محل انتشار

على نفقة أصحابها مصطفى البابي الحلبي وأخويه

ژانرها

مُتَقَابِلِينَ﴾ (١) وقد صح عنه ﵁ أنه قال: والله إني لأرجو أن أكون أنا والزبير وطلحة ممن قال الله فيهم ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ وقد ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في المنن الكبرى عن نفسه أنه يشفع يوم القيامة في أعدائه قبل أحبابه إظهارا للفتوة. ونقل مثل ذلك عن سيدي محيي الدين بن العربي. أترى أن عندهما من الفتوة أكثر مما عند أبي الحسن ﵁ وكرم الله وجهه؟ حاشا ثم حاشا، وما المناسبة بينهما وبينه. ولا ريب أن عفوه عن معاوية وحزبه من المؤمنين يسر رسول الله ﷺ لكونهم بمترلة أولاده في الشفقة، فلو لم يكن إلا هذا السبب لكفى في حمل علي على العفو عنهم بل والشفاعة لهم. ولكن أنت أيها الرجل تطالع التأريخ، فترى تلك الأعمال الفظيعة المنسوبة إلى معاوية وحزبه في شأن علي، فيحملك الغيظ على كراهتهم، وتتصور أنك لو عمل معك أحد مثل ذلك العمل لا تعفو عنه أبدا، وتقيس عليا على نفسك فتظن أنه هو أيضا لا يعفو أبدا. فقد أخطأت بذلك خطأ عظيما. أين أنت من

(١) الحجر: ٤٧

1 / 173