160

Al-Anwar Al-Nu'maniyah fi Al-Da'wa Al-Rabbaniyah

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

ناشر

مطبعة السلام

شماره نسخه

الأولي

سال انتشار

٢٠١١ م

محل انتشار

ميت غمر

ژانرها

سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدّينِ وَلَوْ أَنّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاّ قَلِيلًا﴾ (١).
وعن أبي هريرة ﵁ قال لما نزلت على رَسُول اللَّهِ ﷺ: ﴿للهِ ما فِي السّمَاواتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِيَ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢). اشتد ذلك على أصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ فأتوا رَسُول اللَّهِ ﷺ ثم بركوا على الركب فقالوا: أي رَسُول اللَّهِ كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والجهاد والصيام والصدقة وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟! بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير." فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل اللَّه تعالى في إثرها: ﴿آمَنَ الرّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رّبّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (٣). فلما فعلوا ذلك نسخها اللَّه تعالى فأنزل اللَّه ﷿: ﴿لاَ يُكَلّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاّ وُسْعَهَا

(١) سورة النساء – الآية ٤٦.
(٢) سورة البقرة – الآية ٢٨٤.
(٣) سورة البقرة – الآية ٢٨٥.

1 / 160