يكتم أمرما وهذا من باب السياسة الشرعية، والنظر المصلحي للدعوة إذا كان الجهر يضر بها (١).
٣ - أسلم السابقون الأولون مثل خديجة وعلي وزيد أبي بكر وغيرهم
الشرح:
قد علمنا فيما سبق أن النبي ﷺ أخذ يدعو من يغلب على ظنه أنه سيدخل هذا الدين، وأنه سوف يكتم أمره.
فكانت خديجة ﵂ أول من دعاها النبي ﷺ إلى الإِسلام فأسلمت، ثم ثنى النبي ﷺ بأمين سره وموضع ثقته أبي بكر فأسلم، ولم يتردد، يقول ﷺ: "إنَّ الله بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقَ ... " (٢).
فكان الصديق ﵁ أول داعية في الإِسلام.
وكان ببركة إسلامه ودعوته ثلة مباركة دخلت في الدين وكانت من السابقين الأولين وكان لها في الإِسلام أعظم بذل وبلاء، فرضي الله عنهم أجمعين، منهم عثمان بن عفان ﵁ ذو النورين والزبير بن العوام وهو حواري رسول الله ﷺ وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص خال المصطفى ﷺ، وطلحة بن عبيد الله وكل هؤلاء الذين دخلوا الإِسلام على يد أبي بكر من العشرة المبشرين ﵃ أجمعين.