160

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

پژوهشگر

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

شماره نسخه

الخامسة

سال انتشار

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

محل انتشار

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرها

الخلاصةِ بقولِه (^١): وَحَذْفُ هَمْزِ أَفْعَلَ اسْتَمَرَّ فِي مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَيْ مَتَّصِفِ والمعنى: أن إسرارَهم وإعلانَهم عِنْدَ اللَّهِ (جل وعلا) سواءٌ؛ لأن اللَّهَ يعلمُ السرَّ وَأَخْفَى، السرُّ عنده علانيةٌ، يعلمُ ما تخفيه الضمائرُ ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: آية ١٦]. وعلى هذا الذي قَرَّرْنَا فمعنى: ﴿فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ يعني: عَلَّمَكُمْ إياه وأزالَ عنكم الحجابَ دُونَهُ من العلمِ مما في التوراةِ. وقولُه: ﴿لِيُحَآجُّوكُم﴾ أصلُه (يُحاججوكم) (يُفَاعِلُون) من الْمُحَاجَجَةِ يقتضي الطرفين، والحجةُ: كُلُّ مَا أَدْلَى به الخصمُ باطلًا كان أو حَقًّا (^٢). بدليلِ قولِه: ﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [الشورى: آية ١٦]. وقال بعضُ العلماءِ: المرادُ بالفتحِ في هذه الآيةِ: الحكمُ. وذلك أن النبيَّ ﷺ يومَ خيبرَ ذَكَرَ لهم اسمَ القِرَدَةِ. قال بعضُهم: ما عَلِمُوا أن أَوَائِلَكُمْ وَقَعَ مَسْخُ بعضِهم قِرَدَةً إلا مِنْكُمْ، بعضُكم أخبرهم بهذا (^٣)!!. وعلى هذا فالمرادُ ﴿بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ أي: ما حَكَمَ عليكم به من المسخِ، والعربُ تُطْلِقُ الفتحَ على الْحُكْمِ (^٤)، وقد جاء في القرآنِ العظيمِ، ومنه على التحقيقِ: ﴿إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ

(^١) الخلاصة ص٧٩، وانظر: شرحه في الأشموني (١/ ٦٥٧). (^٢) انظر: المفردات (مادة: حَجَّ) ٢١٨، الكليات ٤٠٦. (^٣) أخرجه ابن جرير (٢/ ٢٥٢)، وابن أبي حاتم (١/ ٢٣٨)، عن مجاهد مرسلا. (^٤) انظر: ابن جرير (٢/ ٢٥٤).

1 / 164