Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

محمد الأمين الشنقيطي d. 1393 AH
115

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

پژوهشگر

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

شماره نسخه

الخامسة

سال انتشار

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

محل انتشار

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرها

الْفَأْرَةُ) إذا خرجت من جُحْرِهَا للإفسادِ. وكونُ الفسقِ يُطْلَقُ على الخروجِ معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قولُ رؤبةَ بنِ العجاجِ (^١): يَهْوِينَ فِي نَجْدٍ وَغَوْرًا غَائِرًا ... فَوَاسِقًا عَنْ قَصْدِهَا جَوَائِرَا فقوله: «فَوَاسِقًا عَنْ قَصْدِهَا» أي: خوارجَ عن طريقِ القصدِ إلى طريقٍ آخَرَ. وقال بعضُ العلماءِ (^٢): إنما كَرَّرَ لفظَ (الظلمِ) في قولِه: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ لأن هذا الفعلَ الذي هو ظُلْمُهُمْ ذِكرُهُ له أهميةٌ في السياقِ؛ لأنهم ظَلَمُوا في الوقتِ الذي أَنْعَمَ اللَّهُ عليهم، وَعَصَوْا أمرَ رَبِّهِمْ، ومن عادةِ العربِ إذا كان الأمرُ له أهميةٌ أن تُكَرِّرَهُ، سواء كانت أهميتُه من جهةِ خيرٍ، أو أهميتُه من جهةِ شَرٍّ (^٣)، كما قال الشاعرُ (^٤): لَيْتَ الْغُرَابَ غَدَاةَ يَنْعَبُ دَائِمًا (^٥) ... كَانَ الْغُرَابُ مُقَطَّعَ الأَوْدَاجِ لأن الغرابَ لَمَّا نَعَبَ ببينَ أَحِبَّتِهِ صارَ الغرابُ له أهميةٌ عندَه فَكَرَّرَ لفظَه، ومنه قولُ الآخَرِ (^٦): لَا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ ... نَغَّصَ الْمَوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا

(^١) انظر: الكتاب لسيبويه (١/ ٩٤)، الخصائص (٢/ ٤٣٢)، القرطبي (١/ ٢٤٥)، الدر المصون (١/ ٢٣٤). (^٢) انظر: القرطبي (١/ ٤١٦). (^٣) انظر: الإكسير ص٢١٥، بدائع الفوائد (٢/ ٤٧ - ٤٨)، الإتقان (٣/ ٢١٦). (^٤) البيت لجرير، انظر: تفسير ابن جرير (٢/ ٣٩٦)، القرطبي (١/ ٤١٦). (^٥) في القرطبي (دائبا) وهكذا في الدر المصون (١/ ٣٨١). (^٦) البيت لعدي بن زيد، وينسب - أيضا - لأمية بن أبي الصلت، انظر: الكتاب لسيبويه (١/ ٦٢)، الخصائص (٣/ ٥٣)، الخزانة (١/ ١٨٣).

1 / 119