Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer
العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
پژوهشگر
خالد بن عثمان السبت
ناشر
دار عطاءات العلم (الرياض)
شماره نسخه
الخامسة
سال انتشار
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
محل انتشار
دار ابن حزم (بيروت)
ژانرها
= كالكفر، كقوله: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام: آية ١٢٢] أي: كان كافرًا فهديناه إلى الإيمان. وقد أجمع العلماء على أن قوله في الأنعام: ﴿وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ﴾ [الأنعام: آية ٣٦] أي: الكافرين يبعثهم الله، كما عليه عامة أهل التفسيرِ، إلا أن إطلاق الموت على هذا المعنى كإطلاقه على الكافر في قوله: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ﴾ [فاطر: آية ٢٢] وقوله: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام: آية ١٢٢]، هذا لا يُحمل عليه إلا بقرينة سياق. أما الآية: ﴿خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُواْ﴾ [البقرة: آية ٢٤٣] فالموت الذي حذروه لا شك أنه الموت المضاد للحياة القاطع لها. وقوله: ﴿خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾ من قال له الله: «مُت» مات بلا شك؛ لأن الله إذا قال للشيء «كُنْ» كان، وهم إنما خرجوا من ديارهم حذر الموت الحقيقي الذي يحذره كل إنسان، القاطع للحياة. فقوله: ﴿خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ ثم قوله بعده: ﴿فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾ [البقرة: آية ٢٤٣] أدلة واضحة على أنه موت حقيقي، وعليه عامة المفسرين، وهو الحق الذي لا شك فيه، فادعاء أنه موت معنوي أو غير هذا تلاعب بكتاب الله (جل وعلا)، وحمل له على غير معناه من غير دليل يجب الرجوع إليه. والله الموفق للصواب.
1 / 106