مداواة النفوس

ابن حزم d. 456 AH
85

مداواة النفوس

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

پژوهشگر

بلا

ناشر

دار الآفاق الجديدة

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

محل انتشار

بيروت

يَأْمر بِخَير وَلَا نهى عَن شَرّ وَهُوَ مَعَ ذَلِك يعْمل الشَّرّ وَلَا يعْمل الْخَيْر قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي ... لَا تنه عَن خلق وَتَأْتِي مثله ... عَار عَلَيْك إِذا فعلت عَظِيم ... وابدأ بِنَفْسِك فانهها عَن غيها ... فَإِذا انْتَهَت عَنهُ فَأَنت حَكِيم ... فهناك يقبل إِن وعظت ويقتدى ... بِالْعلمِ مِنْك وينفع التَّعْلِيم ... قَالَ أَبُو مُحَمَّد إِن أَبَا الْأسود إِنَّمَا قصد بالإنكار الْمَجِيء بِمَا نهي عَنهُ الْمَرْء وَأَنه يتضاعف قبحه مِنْهُ مَعَ نَهْيه عَنهُ فقد أحسن كَمَا قَالَ الله تَعَالَى ﴿أتأمرون النَّاس بِالْبرِّ وتنسون أَنفسكُم﴾ وَلَا يظنّ بِأبي الْأسود إِلَّا هَذَا وَأما أَن يكون نهى عَن النَّهْي عَن الْخلق المذموم فَنحْن نعيذه بِاللَّه من هَذَا فَهُوَ فعل من لَا خير فِيهِ وَقد صَحَّ عَن الْحسن أَنه سمع إنْسَانا يَقُول لَا يجب أَن ينْهَى عَن الشَّرّ إِلَّا من لَا يَفْعَله فَقَالَ الْحسن ود إِبْلِيس لَو ظفر منا بِهَذِهِ حَتَّى لَا ينْهَى أحد عَن مُنكر وَلَا يَأْمر بِمَعْرُوف وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد صدق الْحسن وَهُوَ قَوْلنَا آنِفا جعلنَا الله مِمَّن يوفق لفعل الْخَيْر وَالْعَمَل بِهِ وَمِمَّنْ يبصر رشد نَفسه فَمَا أحد إِلَّا لَهُ عُيُوب إِذا نظرها شغلته عَن غَيره وتوفانا على سنة مُحَمَّد ﷺ آمين رب الْعَالمين مدارين لملوكهم حافظين لرياستهم لَكِن هَذَا الْخلق يُسمى الدهاء وضده وَقَول الْحق نور ... ذِي أصُول الْفضل عَنْهَا ... حدثت بعد البذور ...

1 / 95