صباحة الصُّور وأنواعها وَقد سُئِلت عَن تَحْقِيق الْكَلَام فِيهَا فَقلت الْحَلَاوَة رقة المحاسن ولطف الحركات وخفة الإشارات وَقبُول النَّفس لأعراض الصُّور وَإِن لم تكن ثمَّ صِفَات ظَاهِرَة القوام جمال كل صفة على حدتها وَرب جميل الصِّفَات على انْفِرَاد كل صفة مِنْهَا بَارِد الطلعة غير مليح وَلَا حسن وَلَا رائع وَلَا حُلْو الروعة بهاء الْأَعْضَاء الظَّاهِرَة مَعَ جمال فِيهَا وَهِي أَيْضا الفراهة وَالْعِتْق الْحسن هُوَ شَيْء لَيْسَ لَهُ فِي اللُّغَة اسْم يعبر بِهِ عَنهُ وَلكنه محسوس فِي النُّفُوس بِاتِّفَاق كل من رَآهُ وَفِي برد مكسو على الْوَجْه وإشراق يستميل الْقُلُوب نَحوه فتجتمع الآراء على استحسانه وَإِن لم تكن هُنَاكَ صِفَات جميلَة فَكل من رَآهُ راقه وَاسْتَحْسنهُ وَقَبله حَتَّى إِذا تَأَمَّلت الصِّفَات إفرادا لم تَرَ طائلا وَكَأَنَّهُ شَيْء فِي نفس المرئي يجده نفس الرَّائِي وَهَذَا أجل مَرَاتِب الصباحة ثمَّ تخْتَلف الْأَهْوَاء بعد هَذَا فَمن مفضل للروعة وَمن مفضل للحلاوة وَمَا وجدنَا أحدا قطّ يفضل القوام الْمُنْفَرد الملاحة اجْتِمَاع شَيْء فشيء مِمَّا ذكرنَا
1 / 56