13

مداواة النفوس

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

پژوهشگر

بلا

ناشر

دار الآفاق الجديدة

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

محل انتشار

بيروت

أنظر فِي المَال وَالْحَال وَالصِّحَّة إِلَى من دُونك وَانْظُر فِي الدّين وَالْعلم والفضائل إِلَى من فَوْقك الْعُلُوم الغامضة كالدواء الْقوي يصلح الأجساد القوية وَيهْلك الأجساد الضعيفة وَكَذَلِكَ الْعُلُوم الغامضة تزيد الْعقل الْقوي جودة وتصفية من كل آفَة وتهلك ذَا الْعقل الضَّعِيف من الغوص على الْجُنُون مَا لَو غاصه صَاحبه على الْعقل لَكَانَ أحكم من الْحسن الْبَصْرِيّ وأفلاطون الأثيني وبزرجمهر الْفَارِسِي وقف الْعقل عِنْد أَنه لَا ينفع إِن لم يُؤَيّد بِتَوْفِيق فِي الدّين أَو بِسَعْد فِي الدُّنْيَا لَا تضر بِنَفْسِك فِي أَن تجرب بهَا الآراء الْفَاسِدَة لتري المشير بهَا فَسَادهَا فتهلك فَإِن ملامة ذِي الرَّأْي الْفَاسِد لَك على مُخَالفَته وَأَنت نَاجٍ من المكاره خير لَك من أَن يعذرك ويندم كلاكما وَأَنت قد حصلت فِي مكاره إياك وَأَن تسر غَيْرك بِمَا تسوء بِهِ نَفسك فِيمَا لم توجبه عَلَيْك شَرِيعَة أَو فَضِيلَة وقف الْعلم عِنْد الْجَهْل بِصِفَات الْبَارِي ﷿ لَا آفَة على الْعُلُوم وَأَهْلهَا أضرّ من الدخلاء فِيهَا وهم من غير أَهلهَا فَإِنَّهُم يجهلون ويظنون أَنهم يعلمُونَ ويفسدون ويقدرون أَنهم يصلحون

1 / 23