خصه من علمه , إذ جعله وارث الأنبياء , وقرة عين الأولياء , وطبيبا لقلوب أهل الجفاء. فمن صفته أن يكون لله شاكرا , وله ذاكرا , دائم الذكر , بحلاوة حب المذكور , فنعم قلبه بمناجاة الرحمن , يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئا مذنبا , ومع الدؤوب على حسن العمل مقصرا , لجأ إلى الله عز وجل فقوي ظهره , ووثق بالله فلم يخف غيره , مستغن بالله عن كل شيء , ومفتقر إلى الله في كل شيء , أنسه بالله وحده , وحشته ممن يشغله عن ربه , إن ازداد علما خاف توكيد الحجة , مشفق على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه , همه في تلاوة كلام الله الفهم عن مولاه , وفي سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه , لئلا يضيع ما أمر به , متأدب بالقرآن والسنة , لا ينافس أهل الدنيا في عزها , ولا يجزع من ذلها , يمشي على الأرض هونا بالسكينة , والوقار , ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار , إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة , وإن أطاع
صفحه ۶۶