وليس من شىء يكون مدحا
لذى الغنى إلا يكون ترحاء
على الفقير ويكون ذما
كذاك يدعى وبه يسمى
فان يكن جدا يقولوا أهوج
كذاك عند الحرب لا يعرج
وهو إذا كان جوادا سيدا
سمى للفقر مضيعا مفسدا
أو يك ذا حلم يقل ضعيف
أويك بساما يقل سخيف
الرجل العاقل فيما يسدى
مغتبط لكسبه للحمد
لأنه باع قليلا فانيا
واعتاض من ذاك كثيرا باقيا
فأغبط الناس الكثير نائله
ومدرك النجح لديه سائله
فلا تعد ذا غنى غنيا
حتى يكون ماجدا سريا
واعلم بأن الملك المشاورا
ذا العقل فيما نابه المؤزرا
فإنه يعضد بالتأييد
يغنى به عن كثرة الجنود
والتابع الحازم أمرا يحزمه
النصحاء غير أهل التهمه
يزداد حرمة بهم ورشدا
زيادة البحر اذا ما مدا
بما يصب فيه من أنهاره
حتى يهيج الموج «1» من تياره
والموت من مات كريما صابرا
خير من العيش ذليلا صاغرا
قال أبو بكر: والله ما أدرى لا ما اخترت ولا ما تركت، ولو علمت حقيقة هذه القصيدة ما ضمنت ما تضمنت، لأنها قصص لا يحسن بعضها الا ببعض، والإحسان فيها قليل؛ فقد أضربت عن ذكرها والاختيار منها، وفيما حكيناه مما ذكرناه منها غنى وكفاية
صفحه ۵۰