أما والذي يهوى إلى ركن بيته * بشعث النواصي كل وجناء عيهم يوافين بالركبان من كل بلدة * لقد ضل يوم الدوح من لم يسلم وأوصى إليه يوم ولى بأمره * وميراث علم من عرى الدين محكم فما زال يقضي دينه وعداته * يدعوا إليها مسمعا كل موسم يقول لأهل الدين: أهلا ومرحبا * مقالة لا من ولا متجهم وينشدها حتى يخلص ذمة * ببذل عطايا ذي ندى متقسم فمه لا تلمني في علي فإنه * جرى حبها بين جلدي وأعظمي ولو لم تكن أعمى به وبفضله * عذرت ولكن أنت عن فضله عمي أليس بسلع قنع المسرف الذي * طغى وبغى بالسيف فوق المعمم وبدر وأحد فيهما من بلائه * بلاء بحمد الله غير مذمم ولله جل الله في فتح خيبر * عليه ومنه نعمة بعد أنعم مشى بين جبريل وميكال حوله * ملائكة شبه الهزبر المصمم ليشهدهم رب السماء جهاده * ويعلمهم إقدامه غير محجم فأعطوا بأيديهم صفارا وذلة * وقالوا له نرضى بحكمك فاحكم فيا رب إني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم فلما وصلت إلى ابن أباض امتعض منها جدا وأجلب في أصحابه وسعى به إلى الفقهاء والقراء فاجتمعوا وصاروا إلى المنصور وهو بدجلة البصرة فرفعوا قصته فأحضرهم وأحضر السيد، فسألهم عن دعواهم فقالوا إنه يشتم السلف ويقول: بالرجعة ولا يرى لك ولا لأهلك إمامة، فقال لهم:
دعوني أنا واقصدوا لما في أنفسكم ثم أقبل على السيد فقال: ما تقول فيما يقولون؟ فقال: ما أشتم أحدا وإني لأترحم على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ابن أباض قل له يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير فقال له: ترحم على هؤلاء فتلوى ساعة فحذفه المنصور بعود كان بين يديه وأمر بحبسه مات في الحبس وأمر بمن كان معه فضربوا بالمقارع وأمر للسيد بخمسة آلاف درهم (1).
صفحه ۱۷۳