اقتحم القلب وحلّت بالسلطان نكبة، فألقوا باليزنيّات والمشرفيّات (^١) جانبا، وتبدل الكّر بالفرّ، وأصبح الضّارب مضروبا والقاتل/ مقتولا، فصار الأسير أميرا والأمير أسيرا، (وكان ذلك على الله يسيرا) (^٢).
وأوقعوا بالملك فخر الدين مع جماعة من الحشم، وقبضوا عليهم، ونزل السلطان مع الملك مغيث الدين وكوكبة من الجيش في أرزن الروم، وبعد حصول الاستراحة وأسو الجراحة توجّه نحو الروم وذهب إلى قونية، وهناك أخذ يتهيأ للعودة وإعادة الدعوة، وفي أثناء ذلك انتقل إلى جوار ربه بسبب مرض ألمّ به، وكان ذلك في شهور سنة إحدى وستمائة: [شعر]:
فقدناه لما تم واعتمّ بالعلى … كذاك كسوف البدر عند تمامه (^٣)
- نهاية الدنيا ليست سوى التراب … وليس لها من نوال إلا السمّ
…
_________
(^١) كذا في الأصل: يزنيات ومشرفيات، كلمتان عربيّتان، والمشرفيّة سيوف منسوبة إلى مشارف، وهي قرى من أرض العرب، [الصحاح]، أما اليزنيات، فيبدو أنها نسبة إلى ذى يزن بفتح الياء والزاى، أحد ملوك حمير. [القاموس المحيط].
(^٢) العبارة بين الحاصرتين مكتوبة في الأصل بالعربية.
(^٣) من قصيدة مطلعها:
مضى طاهر الأثواب لم يبق بعده … كريم يرّوى الأرض فيض غمامه
راجع الأوامر العلائية ص ٧٤.
1 / 27