أمست عروسًا وأمسى مسكني جدثٌ ... بين القبور وإنّي لا ألاقيها
واستبدلت بدلًا غيري، فقد علمت ... أنّ القبور تواري من ثوى فيها
قد كنت أحسبها للعهد راعيةً ... حتّى تموت وما جفّت مآقيها
ففزعت من نومها فزعًا شديدًا، وأصبحت فاركًا وآلت أن لا يصل إليها رجلٌ بعده أبدًا.
ولمّا قتل عثمان، ﵁، وقفت يومًا على قبره نائلة بنت الفرافصة الكلبي، فترحّمت عليه ثمّ انصرفت إلى منزلها، ثمّ قالت: إنّي رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثّوب، وقد خفت أن يبلى حزن عثمان في قلبي. فدعت بفهرٍ فهتفت فاها، وقالت: والله لا يقعد رجلٌ منّي مقعد عثمان أبدًا. وخطها معاوية فبعثت إليه أسنانها، وقالت: أذات عروسٍ ترى؟ وقالوا: لم يكن في النّساء أحسن منها مضحكًا.
كان هدبة بن خشرم العذري قتل ابن عمرٍ يقال له زياد بن زيد فطلبه سعيد بن العاص، وهو يلي المدينة لمعاوية فحبسه، فقال في السّجن قصيدته التي يقول فيها: