191

اخبار موفقیت‌ها

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

پژوهشگر

سامي مكي العاني

ناشر

عالم الكتب

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٦هـ-١٩٩٦م

محل انتشار

بيروت

قَالَ: إِنَّكَ إِمَامٌ، وَلا يجمُلُ بِي شَتْمُكَ، وَلَقَدْ قُلْتُ بِأَحْسَنَ مَا حَضَرَنِي، وَلَوْ حَضَرَنِي غَيْرُ ذَلِكَ لَفَعَلْتُ " حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: لَمَّا هَرَبَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ وَإِخْوَتُهُ مِنْ حَبْسِ الْحَجَّاجِ اسْتَجَارُوا سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ بِفِلَسْطِينَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَجَّاجَ، فَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ آلَ الْمُهَلَّبِ خَانُوا مَالَ اللَّهِ، وَلَحِقُوا بِسُلَيْمَانَ. وَقَدْ كَانَ بَلَغَ الْوَلِيدَ هَرَبُ يَزِيدَ وَإِخْوَتِهِ، فَخَشِيَ أَنْ يَأْتِيَ يَزِيدُ خُرَاسَانَ، فَيَنْقُضَهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ مَكَانُهُ عِنْدَ سُلَيْمَانَ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ. وَكَتَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْوَلِيدِ: أَمَّا بَعْدُ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ وَإِخْوَتَهُ لَجَئُوا إِلَيَّ، وَقَدْ أَمَّنْتُهُمْ، وَخَفِرْتُهُمْ، وَقَدْ كَانَ الْحَجَّاجُ أَغْرَمَهُمْ سِتَّةَ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَدَّوْا مِنْهَا ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفٍ، وَبَقِيَتْ ثَلاثَةُ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَهِيَ عَلَيَّ، وَالسَّلامُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ: أَمَّا بَعْدُ، فَوَاللَّهِ لا أُؤَمِّنُ يَزِيدَ ومَنْ مَعَهُ حَتَّى تَبْعَثَ بِهِمْ إِلَيَّ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ: أَمَّا بَعْدُ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّكَ إِنْ حَمَلْتَنِي عَلَى أَنْ أَبْعَثَ بِهِمْ، قَدِمْتُ عَلَيْكَ مَعَهُمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ: وَاللَّهِ لَئِنْ قَدِمْتَ عَلَيَّ مَعَهُمْ لا أُؤَمِّنهُمْ أَبَدًا، فَابْعَثْ بِهِمِ إِلَيَّ فِي وِثَاقٍ. قَالَ: فَبَعَثَ بِهِمْ سُلَيْمَانُ مَعَ ابْنِهِ أَيُّوبَ. وَقَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَى عَمِّكَ فَادْخُلْ أَنْتَ وَيَزِيدُ، فِي سِلْسِلَةٍ، وَاقْرِنْ نَفْسَكَ مَعَهُمْ فَفَعَلَ أَيُّوبُ ذَلِكَ.

1 / 191