191

============================================================

وأغلق الناس دروبهم واستعدوا ، وحفروا دون الدروب الخنادق ، فلم يقرب أحد منهم شارعا ولا زقاقا ، ولا تجاوز الساحل المعروف بالبيما . ونزل معضاد وسائر صقالبة القصر والقواد ، فطردوهم عن البلد إلى المقس ، ولقوا فى نزولهم إلى البلد قوما منهم ، معهم كازات ورحالات فقيضوا عليهم . وضرب معضاد رقاب تسعة آنفس منهم ، ورى بجيفهم إلى الكلاب عند الحمراء والمشتهى وما والاها ، ولقى ستة نفر منهم فأخذهم معه ، وضرب رقابهم بالقاهرة . وكانوا يتداعوا فى نزولهم إلى البلد بذكر الجرجرائى وابن أبى الغصر ، وكان قد طلع الجرجرائى نجيب الدولة / إلى القاهرة فى هذا اليوم . فلما وصل إلى درب عرف مابين يديه من العبيد والنهابة فعاد متوجتها إلى داره تمصر وتحصن بها.

وتعذر آمر الخبز والدقيق ، فلم يوجد بالجملة ، وبيع الخبز رطلا واحدا بدرهم . وبات الناس بمصر ليلة الجمعة على حرس إلى الغداة ، وأصبح الناس يوم الجمعة على ترقب ، ولم ينزل أحد من النهابه إلى البلد ، غير أنهم يطوفون أسواق القاهرة ، والسويقة التى عنذ باب زويلة . فخرج إليهم حطى الصقلبى ومعه سيف من الحضرة ، فقبض على طائفة منهم ، فضرب رقابهم ورمى بجئثهم إلى الكلاب ، على باب زويلة، وعلى باب الفتوح ، وفى سوق السلاح ، وعند شرطة القاهرة . وعدد من قتله

صفحه ۲۰۹