وصرف أبو القاسم المرتجى وأبو محمد بن النحاس عنه لأجل أن ابن ا الموفقنى ضمن أن يظهر على أبى القاسم المربحى خجمسة عشر ألف دينار ابتاع بها براءات من ديوان الكتاميين فى مدة نظره ، ويصخح زيادة فى ارتفاع ديوان الخراج ثلاثين الف دينار أخرى ، واشترط أن يعفى من آن يزم عليه ابن سلمون الكاتب ، و ألا يكون الزمام عليه إلا داود اليهودى . فأمر أمير المؤمنين بإمضاء ذلك كله له ، ويسلم ديوان الخراج وما جمع إليه من الدواوين .
وفيه قبض صبوح الصقلبى متولى الشرطة ، على رجلوامرأته وضربهما وشهرهما، وامر بان ينادى عليهما : هذا جزاء من يقود على عياله مع اليهود والنصارى .
وفى نيوم الأحد والإثنين والثلاثاء سلخ جمادى الآخرة ، انصرف ماء النيل نصرافا متداركا فاحشا ، ولم ترو منه الضياع ولازكت الأرضين ، فكثر جيج الناس بمصر واستغائتهم إلى الله - عز وجل- وخرج أكثر أهل البلد من الرجال والأطفال ومعهم المصاحف المنشنورة إلى الجبل يستغيثون بالله تعالى . وتعذرت الأخباز فى الأسواق ، ووقع الازدحام على الغلات ، وليس يجسر أحد بزيد على دينار التليس شيئا ، فإذا طلب لم يوجد ، وابتيع القمح بدينارين سرا ، وبيعت حملة الدقيق بدينارين وربع ، وبيع الخبز أربعة أرطال بدرهم وثمن ، وبيع التبن بعشرين درهما الحمل .
واستهل رجب بيوم الأربعاء
ففى يوم الجمعة الثالث منه ، سير أبو القاسم بن رزق البغدادى مترملا
صفحه ۳۲