فتوحش ما بينه وبين الوزير أبى القاسم بن المسلمة ، فصار كلما حدث شىء من الأتراك ببغداد
نسبه إلى البساسيرى ، وزادت الوحشة بينهما حتى أفسد الوزير ما بين البساسيرى وبين
الأمراء والخليفة. فكتب الوزير إلى القائم يعرفه أن البساسيرى كاتب اليازورى ، وزير المستنصر ،
ففسد حاله أيضا مع الخليفة فأمر بإبعاده عنه ، فأخرج من بغداد ونهبت داره وشتت حريمه
وغلمانه ، فلما حل به ذلك أدته الضرورة إلى مكاتبة المستنصر يرغبه في التحيز إليه ويستأذنه فى
قدومه عليه بمصر ، فأشير على المستنصر ووزيره اليازورى بأن لا يفسح له في دخوله مصر فإنه كثير
الحاشية ، وكان له ببغداد إقطاع لا يمكن أن يكون له بمصر مثله فاجيب بالمغالطة عن القدوم.
فكاتب اليازورى والمستنصر يطلب المال والرجال لأخذ بغداد ، فجهز إليه ذلك على ما تقدم .
والبساسيرى نسبة إلى قرية من قرى فارس يقال لها بساسير . وقيل أن حادثة
البساسيرى هذه كانت سببا لخراب مصر وضعف الدولة المصرية بما سير إليه من الأموال . وبقى
صفحه نامشخص