============================================================
وسأل الوزير ابن هبيرة يوما الشريف محد الدين أحمد بن علي الحسيني نقيب نقباء الطالبيين عرض رقعة له على الخليفة، وأن لا يهملها، وأن يراجعه فيها فقال: والله ما أهملت لأحد قط رقعة ولا حاحة حضرني ذكرها منذ وققت على ما رواه أبو علي مسكويه أنه رفعت رقعة عن بعض المتظلمين إلى أبي الفضل بن العميد(1)، فوعد رافعها بالنظر في ظلامته فمطله، ثم عاوده فمطله ثم عاوده فسوفه، فقال له المتظلم: هذا كلام من لا يعرف دبيب الساعات في انخرام التول. فارتاع أبو الفضل ين العميد لذلك واتعظ به ولان قلبه، وقال: لله درك كيف قلت؟ فأعاد عليه (4) القول، فوقع له ما أراد، وآلى أن يرفع ظلامات المتظلمين، وقال: لله درك يا فلان فما نصح لي غيرك، وإنما مثلنا فيما نحن فيه من الأمور السلطانية وما عمر فيها(2) من أهوالها الملهية التي رانت على قلوبنا وشغلتنا عن حظوظنا مثل مريض ملكته العلة(4) وقسمت قلبه ومنعته عن النظر لنفسه فيحتاج إلى طبيب حاذق يعنف في موضع العنف(5) ويرفسق في موضع الرفق، فقد قالت الحكماء والأطباء(6). إذا رايت صاحب الخواطر والهموم وقد استفرغته الهواحس، فصح به صيحة ترعجه وتلهيه عما احتمع له من المواد السوداوية.
وقال: العحب ممن ينظر قبل أن يفعل في النحوم، ويحك انظر ما ترومه فإن كان طلب دنيا فهو فان، وإن كان طلب أخرى فهر باق، وإن كان حسنة فثمرتها السلامة، وإن كان سيئة فثمرتها الندامة.
(1) احبار ابو الفضل محمد بن الحسين بن محمد المعروف بابن العميد وزير آل بويه (ت360ها970م) لي تجاربب الأمم: 277/1-278؛ وفيات الأعيان: 103/5.
(2). ليست في غ نها، ما: وما عمرها.
(4) م: العلبة.
(5) م: التعنيف.
(7 م: في الأطباء
صفحه ۱۸۹