Akhbar al-Zaman
أخبار الزمان
ناشر
دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
محل انتشار
بيروت
ژانرها
معه.
ويرد إلى قصر الملك، ويجلس على سرير العزيز، فكان ذلك واستخلفه الملك مكانه وسماه العزيز.
وقال قوم كان العزيز قد هلك، فتزوج يوسف ﵇ امرأته، فلما
خلا بها قال لها هذا أفضل مما كنت أردت؟ فقالت له إن زوجي كان عنينا ولم ترك امرأة في حسنك وهيبتك إلا صبا قلبها إليك.
فأقام يوسف ﵇ يدبر ملك مصر كيف شاء، وجاءت سني الخصب فاخذ يوسف غلاتها فخزن اكثرها في سنابلها، واشترى الغلات الجسيمة، وأكثر غلات الناس، وخزن من ذلك ما لا يحصر قدره.
ثم جاءت سني الجدب وبدأ النيل في النقصان، فكان ينقص في كل سنة اكثر من نقصانه في السنة التي قبلها، فغلا السعر حتى بيع المأكول بالجوهر والمال والثياب والآنية والعقار.
وكاد أهل مصر أن يرحلوا عنها لولا تدبير يوسف ﵇، وقحط أهل الشام، فكان من قصة إخوة يوسف ما قصه الله تعالى في كتابه.
ووجه يوسف إلى أبيه فحمله إلى مصر وجميع أهله، وخرج في وجوه أهل مصر، فتلقاه وأدخله على الملك، فأحبه الملك وعظمه.
فقال له يا شيخ كم سنك، وما صناعتك، وما الذي تعبده؟ فقال له أما سني فعشرون ومائة سنة، وأما صناعتي فلنا غنم نرعاها فنحن ننتفع بها ونعيش منها، وأما الذي أعبده فرب العالمين، وهو رب آبائي وآبائك وإلهي وإلهك وإله كل مخلوق وخالق كل شئ.
وكان في مجلس الملك كاهن عظيم القدر عندهم، يقال له فيناس، فلما سمع قول يعقوب ﵇ ضاق به ذرعا، وقال لنهراوس بلغتهم إنه يجري خراب مصر على يد ولد هذا فقال له نهراوس، فبين لنا خبره.
قال فيناس ليعقوب ﵇ إن كل إله لا تراه العيون فليس بشئ، فغضب يعقوب ﵇، وقال كذبت أي عدو الله، وطغيت في هذه الدنيا، إن الله تعالى شئ وليس كالأشياء، وهو خالق كل شئ لا إله غيره.
1 / 262