مكن أبي محمد بن المبارك اليزيدي قال: إني لأطوف غداة يوم بمكة لقيني ماسين الزيات فقال لي: يا أبا محمد أنا منتظرك عند المقام نوافيك في المصيراني إذا فرغت من الطواف، فصرت إليه فقال لي: يا أبا محمد ما نمت البارحة لشيء اختلج في صدري منعني المْكر فيه النوم وما كنت أود إلا أن اصبح. قلت: وما ذاك؟ قال: يجوز في كلام العرب أن يقول الرجل: أريد أن أقول كذا وكذا لشيء قد فعله فقد ذلك غير جائز إلا على ضرب من الحكَاية فسر لك. قال: فما تقول في قول الله ﷿ (إن فرعون علا في الأرض) إلى إن بلغ إلى قوله (ونريد أن تمنّ على الذين استضعفوا ٠٠٠ الآية) فخاطب بها محمدا وقد فعل ذلك قبل. فقلت له: هذا من الحكاية التي ذكرتها لك لأنه لما قال (انه كان من المفسدين كان تقدير الكلام " وكان من حكمنا يومئذ أن تمن " فحكى ذلك لمحمد ﷺ. كما قاله في قصة يحيى (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت.... الآية) لأن تقدير الكلام " وكان من حكمنا سلام عليه) فحكى ذلك محمد حلى الله عليه وسلم. فقال لي: جزاك الله خيرا يا أبا محمد فقد فرّجت عنيّ لما شرحت ولأفيدنّك كما أفدتني.
قال أبو محمد فحدثني عن النبي ﷺ انه كان اكثر دعائه " اللهم إني أسألك اليقين والعفو والعافية وتمام النعمة في الدنيا والآخرة ".
اخبرنا المعنوي قال اخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلاّم قال: كانت ميّ الني ينسب بها ذو الرمّة بنت طلبة بن قيس بن عاصم المنقري. وكانت أم ذي الرمّة مولاة لآل قيس بن عاصم. فلما رأت شغف ذي الرمةّ بها وتزايد أمره أرادت أن توقع بينهما وحشة فقالت على لسان ذي الرمةّ: الطويل
على وجه ميّ مسحة من ملاحه ... وتحت الثياب الخزي لو كان باديا
ألم ترأّن الماء يخبث طعمه ... ولو كان لون الماء في العين صافيا
فوجدت من ذلك مي. فما زال ذو الرمة يعتذر ويحلف أنه ما قاله. فقال: وكيف يكون ذلك وقد أفنيت عمري في التشبيب بها. قال أبو القاسم: وهذا الشعر أشبه شيء بقول ذي الرمة وهو مقارب لطبعه وشبيه بهذا الوزن والروى قول ذي الرمة. أنشدنا الأخفش: الطويل
تقول عجوز مدرجي متروحا ... على بابها من عند أهلي وغاديا
فقلت لها: لا أن أهلي لجيرة ... لأكثبة الدهنا جميعا وماليا
وما كنت مذ أبصرتني في خصومة ... أراجع فيها يا ابنة القوم قاضيا
ولكنني أقبلت من جانبي قسا ... أزور فتى نجدا كرميا يمانيا
من آل أبي موسى ترى القوم حوله ... كأنهم الكروان ابصرن بازيا
مرمين من ليث عليه مهابة ... تفادي اسود الغاب منه تفاديا
وما الخرق منه يرهبون ولا الحيا ... عليهم ولكن هيبة هي ماهيا
اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا أبو حاتم قال اخبرنا الأصمعي قال: العرب تقول " العرى الفادح خير من الزي الفاضح ".
اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال رفع بعض القوم إلى المنصور رقعة يسأله فيها بناء مسجد في محلته فوقع فيها: " من أشراط الساعة كثرة المساجد فازدد أفي خطاك تزدد من الأجر.
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا المبرد قال اخبرنا المازني عن الأصمعي قال اخبرني أبي وغيره: قال الحجاج بن يوسف ليحيى بن يعمر " هل الحرفي كلامي؟ " قال: معاذ الله. قال: عزمت عليك قال: تزيد الألف وتنقصها. قال: الحق بخراسان. فلما كان بعد ذلك كتب قتيبة بن مسلم من خراسان: إن العدو بعرعرة الجبل. ونحن بالحضيض. فقال الحجاج: من عند؟ وأنكر أن يكون هذا من كلامه. فقيل له: يحيى بن يعمر. فقال هذا من إملائه. قال المبرد: العرعرة: أعلى الجبل، والحضيض: أسفله حيث يفضي إلى السهل. وعرعرة البقرة: سنامها.
اخبرنا الأخفش عن المبرد عن الرياشي قال قال عدىّ بن المفضل: أتيت
1 / 71