قول الحائدين حسبما يظهر لك إن شاء الله تعالى ونعني بساداته العرب الصحابة والتابعين، وفي مقدمتهم ترجمان القرآن من حصلت له بركة دعوة النبي ﷺ بقوله: " وعلمه التأويل" فلم يفهم صحابي ولا تابعي الذين باشروا القرآن من يد صاحب الوحي وهم أهل اللسان الذي نزل القرآن به أن السماوات والطرائق والطباق هي الكواكب السبعة السيارة البتة، بل هذا القول إنما حدث عن قرب، بل كل من تصدى لتفسير ذلك يتبع ما جاء به النبي ﷺ من أنها سبعة أجرام بعضها فوق بعض وأنها محل السيارات وغيرها من الكواكب الثابتة، وأن مدارات السيارات في الأفلاك (١) أعني السماوات، والشيخ يحوم حول القول الذي يقول بعدم الأجرام، وإنما هي فضاء الكواكب متجاذبة حول مركز الشمس في مداراتها الهوائية، وعليه فيكون موافقا لغير أهل الإسلام وسيأتي له التصريح بهذا المذهب وفيما ترى من كلامه مناقضات ثلاث فقوله السماء الجو يناقض سابقه وهو أن منها القربي ... إلخ، المقتضى أنها أجرام مزينة بالكواكب ويناقض لاحقه المقتضى
_________
(١) قوله أعني ... إلخ.
وفي الإبريزي قلت للشيخ: أن المنجمين يزعمون أن النجوم +الثابة في فلك الثوابت وهو الفلك الثامن، فقال من أين لهم هذا، فقلت: زعموا من اختلاف سيرها مع السبعة السيارة فقال ليس كما ظنوا النجوم كلها في السماء الدنيا ا. هـ.
وهذا هو ظاهر القرآن، وكذا قال الرازي في تفسير سورة الملك ظاهر القرآن يضعف مذهب الفلاسفة وبحث معهم في منشأ الزعم، فأنت ترى الأقوال في محل النجوم من رأي سماء لا أنها هي سماء
1 / 52