الرسالة الخامسة والخمسون
11 يونيو
شقي عاثر الجد، فلا أستطيع العيش هنا طويلا، وماذا أعمل هنا؟ لقد سئمت المكان. آه! أنا بائس دون ريب أيها الصديق! حقا إن الأمير يعاملني كمساو له في كل شيء، ولكنني لا أستطيع أن أثق به؛ فعقلانا لا يتشابهان بحال من الأحوال، ولو أن تمييزه حسن فهو لا يخرج عن المألوف في شيء؛ ولذا فمحادثته لا توليني لذة أكثر من متابعتي لكتاب جيد اللغة. سأقضي هنا أسبوعا آخر فقط، أبدأ بعده حياة متجولة كذي قبل، وكان خير ما عملت منذ مجيئي إلى هنا بعض صور رسمتها، وللأمير ذوق في الفنون لولا تقيده بالاصطلاحات الفنية الفارغة، والقواعد السفسطائية لكان عظيما. وكثيرا ما ينفد صبري؛ إذ يعترض تقدم ذلك المظهر الحي الذي ينفحه خيالي الملتهب للفن وللطبيعة، بانتقاد مزخرف لا يقدر به نفسه قليلا.
الرسالة السادسة والخمسون
16 يوليو
لست في الحقيقة أيها الصديق إلا رحالة حاجا في هذه الحياة، ومن هناك غير ذلك في العالم؟
الرسالة السابعة والخمسون
18 يوليو
ما غايتي الحالية؟ ستسمع. أنا مرغم على البقاء هنا أسبوعين، ثم أزور مناجم ... كما أنوي، ولكن هذا مستحيل. حقا إن عزمي يتغير كل ساعة، وأنا أخدع نفسي؛ فرغبتي الوحيدة أن أكون بجانب شارلوت، تلك هي الحقيقة. وا حزناه! إنني أرى ضعف فؤادي، على أنني لست بالغر، ولكنني عبد راض، سرعان ما أذعن لأوامره.
الرسالة الثامنة والخمسون
صفحه نامشخص