Ahwal Al-Muhtadar
أحوال المحتضر
ناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
شماره نسخه
السنة ٣٦ العدد ١٢٤
سال انتشار
١٤٢٤هـ.
ژانرها
المطلب الثاني: بشارة الملائكة المؤمن برضوان الله وفرحه بذلك
يشهد لحضور الملائكة وتبشيرهم قوله ﷺ “إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط١ الجنة حتى يجلسوا منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت ﵇ حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة [وفي رواية: المطمئنة] اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، وإن العبد الكافر [وفي رواية: الفاجر] إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال من الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح٢ من النار، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ... ”٣.
فالملائكة تبشّر المؤمن بمغفرة الله ورضوانه، وتبشر الكافر والفاجر بسخط الله وغضبه، وقد جاء صريحًا في كتاب الله تعالى أن الملائكة تتنْزل على المؤمنين بعدم الخوف والحزن، والبشرى بالجنة، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ ٤، أي إن الذين أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله تعالى
_________
١ الحنوط: هو ما يُخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة، انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ص ٢٣٧.
٢ المسوح جمع مِسْح وهو الكساء من الشعر، انظر لسان العرب ٣/٤٨١.
٣ سبق تخريجه في ص: ٨٥.
٤ سورة فصّلت، الآيات ٣٠- ٣٢.
1 / 95