قال: «هل تعرف الدير؟ وهل أنت واثق من وجود البطريرك هناك؟»
قال: «أعرف الدير، وإذا لم يكن البطريرك فيه أذهب إليه حيثما يكون، كن مطمئنا.»
فابتسم الملك وقال: «إنك محب صادق وإذا ظفرنا بما نؤمله أجزلنا لك الجزاء.»
فوقف سمعان وانحنى شاكرا، وقال: «إني لا ألتمس على ما أفعله أجرا، فإني أقوم به حبا لمولاي الملك وتأييدا للدين.»
قال: «ومتى تسافر؟»
قال: «عندما يأمر الملك وأنا أرفع إلى مقامه، إن معي فتاة من قبط مصر وقعت سبية عند سيد البجة، وعهد إلي أن أعيدها إلى أهلها، فأحب أن أصطحبها ونسافر في قافلة بالبر الغربي، فيكون طريقنا توا إلى وادي النطرون.»
قال: «اصطحب من شئت، وما تريده من مال وركائب من بيت مالنا.»
قال: «لا حاجة بنا لركائب؛ فإن الطريق الذي ذكرته لا يخلو من قوافل التجار مارة بأحمال الريش والصمغ والعاج إلى مصر، فنرافق واحدة منها على ألا يعرف القوم غرضنا، وأجعل نفسي خادما للفتاة التي ذكرتها.»
قال: «أحسنت، ومن هي هذه الفتاة؟»
قال: «ذكرت لمولاي أنها سبية غنمها البجة من حلوان بجوار الفسطاط وأتوا بها إلى أميرهم فأرادها لنفسه فأبت.» وقص عليه حديثها إلى آخره.
صفحه نامشخص