احمد عرابی زعیم مفتری علیه

محمود خفیف d. 1380 AH
116

احمد عرابی زعیم مفتری علیه

أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه

ژانرها

ناظر الحربية المصرية، سعادتلو أفندم ... قد قدمت الخطابين الكريمين الواردين منكم إلى جلالة السلطان، وجلالته علم من فحواهما جميع عواطفكم الوطنية وتيقظكم، وخصوصا وعودكم بمساعيكم لحفظ مصالح جلالته بكل إخلاص وأمانة، فإنها وقعت لدى جلالته موقعا حسنا، حتى إن جلالته أمرني أن أبين لكم سروره ورضاه وأكتب لكم كالآتي:

حيث إن حفظ الخلافة واستقامتها فرض على كل واحد منا، فيجب على كل مصري السعي بمزيد الاهتمام وراء تثبيت سلطتنا لمنع خروج مصر ووقوعها في قبضة الأجانب الطامعين كما وقعت ولاية تونس في أيدي الفرنسيين، فنحن وضعنا ثقتنا فيكم يا ولدي لاستعمال قوتكم وعمل كل ما في الإمكان لمنع حدوث شيء مثل ذلك. فكن على حذر دائما ولا تغض النظر طرفة عين عن هذه النقطة المهمة، ولا تتركوا أية طريقة أو وسيلة من وسائل الاحتياطات والطرق المتخذة في عصرنا هذا، واضعا نصب عينيكم دائما الغرض الذي ترمي إليه، ألا وهو الدفاع عن ملتكم وبلادكم، وخصوصا يجب عليكم أن تثابروا على حفظ ثقتنا بكم والروابط التي تربطكم بنا.

تلك البلاد هي بلاد مصر التي لها أهمية عظمى لدى إنجلترا وفرنسا، وخصوصا لدى الأولى. ويوجد شرذمة من أصحاب الدسائس والفتن في الآستانة يمالئون هاتين الدولتين ويشتغلون من زمن بعيد بمشروعاتهم الفاسدة التي تؤدي إلى الخراب وسوء المصير. ومذ رأوا من صالحهم ازدياد تلك الدسائس والفتن في مصر، وجهوا عنايتهم إلى ذلك بنشاط وغيرة، فرغبة جلالته الخاصة هي أن تحذروا من أولئك الخونة الأشرار ومكائدهم، وتراقبوا أعمالهم بعيون ساهرة لا تنام!

وبناء على التلغرافات والأخبار المرسلة من الخديو توفيق باشا أحد أعضاء الجمعية المومأ إليها نرى أنه ضعيف ومتقلب، ولاحظنا أيضا أن كل تلغراف من تلغرافاته لا يؤيد الآخر، بل جميعها على طرفي نقيض. وأزيدكم معرفة بأن علي نظامي باشا وعلي فؤاد بك قد أثنيا عليك ثناء جميلا لدى الحضرة السلطانية، وكذا أحمد راتب باشا، فقد قص على جلالته موضوع الحديث الذي دار بينكما في عربة السكة الحديدية ما بين محطتي الزقازيق والمحسمة، وبما أن جلالته يضع عظيم ثقته في أحمد باشا راتب، فقد كلفني بهذا السبب أن أظهر لكم ثقته فيكم وأخبركم بأنه حيث إن جلالته يعتبركم رجلا ذا استقامة وأمانة فهو يطلب منكم قبل كل شيء منع وقوع مصر في قبضة الأجانب، وألا تتركوا لهم حجة تمكنهم من التدخل في شئون مصر ...

هذا وإن التعليمات التي ستصدر إلى راتب باشا في هذا الشأن ستكتب لكم على حدتها ...

وقد كتب خطابي هذا وخطاب أحمد راتب باشا بأمر جلالته بمعرفة أحد كتاب جلالته الخصوصيين، وبعد أن وقعنا عليهما بأختامنا في حضرته العلية ختمنا على الظرفين.

هذا وأعلمكم بصفة خاصة وسرية أن جلالة السلطان لا يعول على إسماعيل ولا حليم ولا توفيق، بل يعول على الرجل الذي يفكر في مستقبل مصر ويثبت الروابط التي تربطه بالخلافة ويحترم جلالته الاحترام الواجب، ويعمل بمقتضى الفرمانات السلطانية بلا تعطيل ولا تغيير، ويؤيد سلطته المستقلة في الآستانة وخلافها، ولا يعطي رشوة لأولئك الموظفين الخائنين، ولا يحيد قيد شعرة عن طريق واجباته، ويكون له دراية تامة بدسائس أعدائنا الأوربيين وأعمالهم التي يقصد منها إيقاع الفتن والمشاغبات، ويكون واقفا لهم بالمرصاد، ويحافظ على بلاده وملته من أن يمسها سوء، فمن يفعل ذلك يرض جلالة متبوعنا الأعظم ويكن مقبولا لدى جلالته.

وإني أرجوكم ألا تؤاخذوني في عدم كتابة تفصيلات أخرى بخطابي هذا، حيث إن أحمد راتب باشا حضر منذ ثلاثة أيام فقط، ومع ذلك ففي المدة القصيرة نظرا للأقوال التي صرح بها عن حسن مقاصدكم الشريفة وإخلاصكم لجلالته أظهر عظيم ثقته فيكم. هذا وقد وصلني بالأمس الخطاب الذي أرسلته لي وأتعشم بإمكان إرسال خطابه لكم في بريد الأسبوع الآتي متضمنا تفصيلات أكثر. وعلى كل حال فاحذروا من وقوع أي خطاب من الخطابات التي ترسلونها في أيدي الغير، واجتهدوا في الحصول على مراسل خاص بيننا تثقون به، وأما في هذه المرة فالأوفق هو تسليم رد هذا الخطاب ليد حامله.

4 ربيع الآخر سنة 1299

محمد ظافر

صفحه نامشخص