احلام از پدرم: داستانی از نژاد و میراث
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرها
أخذ مني المال وصافحني. وقال: «حسنا يا باراك، أنتظرك عما قريب. بدا شعرك أشعث للغاية عندما حضرت.» •••
لاحقا بعد ظهر اليوم نفسه، حضر مارتي وأخذني من أمام سكني الجديد واتجهنا جنوبا إلى طريق سكاي واي السريع. وبعد عدة أميال اتجهنا إلى الجانب الجنوبي الشرقي ومررنا بالعديد من المنازل الصغيرة المبنية بالألواح الخشبية الرمادية أو بالطوب، إلى أن وصلنا إلى مصنع قديم كبير للغاية مكون من مبان عدة. «مصنع ويسكونسن القديم للصلب.»
جلسنا معا في هذا المكان في صمت، ندقق النظر في المبنى. كان لا يزال يحمل الروح المزدهرة والمتوحشة للماضي الصناعي في شيكاغو إذ دكت في بنائه العوارض المعدنية والخرسانة دون الاكتراث كثيرا بمدى الشعور بالراحة أو الشكل الجمالي. أما الآن، وقت رؤيتنا إياه، فقد كان المبنى خاويا ويعلوه الصدأ؛ تماما كأطلال مبنى مهجور. وعلى الجانب الآخر من السياج السلكي ركضت قطة رقطاء جرباء عبر النباتات البرية.
قال مارتي وهو يدور بالسيارة في طريق العودة: «اعتاد الناس من الفئات كافة العمل في هذا المصنع. وتابع: «السود. والبيض. والهيسبانيون. وكانوا جميعهم يعملون في الوظائف نفسها. ويعيشون ظروف الحياة نفسها. لكن خارج المصنع لا تريد أي فئة منهم شيئا يربطها بالأخرى. وهؤلاء هم أفراد الكنيسة الذين أتحدث معك بشأنهم. الإخوة والأخوات في المسيح.»
توقفنا عند إحدى إشارات المرور، ولاحظت مجموعة من الشباب من ذوي البشرة البيضاء يشربون البيرة عند مدخل أحد المباني وهم مرتدون فانلاتهم الداخلية. كانت صورة فردولياك معلقة على إحدى النوافذ، وكان العديد منهم يحدق النظر تجاهي، وحينها نظرت لمارتي وتحدثت إليه. «إذن ما الذي يجعلك تفكر أن التعاون بينهم ممكن الآن؟» «ليس أمامهم اختيار. إذا كانوا يريدون استرداد وظائفهم مرة أخرى.»
عندما بدأنا القيادة على الطريق السريع مرة أخرى بدأ مارتي يخبرني بصورة أكثر تفصيلا عن المؤسسة التي أنشأها. أخبرني أن الفكرة راودته منذ عامين عندما قرأ تقارير صحفية متعلقة بإغلاق المصنع والاستغناء عن العمال، ثم إجبارهم على الانتقال إلى ضاحية ساوث شيكاغو وغيرها من الضواحي الجنوبية. وبمعاونة أسقف كاثوليكي متعاطف مع القضية، ذهب مارتي لمقابلة القساوسة وأعضاء الكنيسة في المنطقة وسمع كلا من البيض والسود وهم يتحدثون عن شعورهم بالخزي بسبب البطالة، وخوفهم من أن يطردوا من مساكنهم أو حرمانهم من المعاش بطريق الخداع، والأسوأ من ذلك إدراكهم بأنهم تعرضوا للخيانة.
في نهاية الأمر وافق ما يزيد على 20 كنيسة في الضواحي على إنشاء مؤسسة أطلقوا عليها بعد ذلك اسم «المؤتمر الديني لمجتمع كالوميت». هذا بالإضافة إلى أن ثماني كنائس أخرى انضمت إلى فرع المؤسسة بالمدينة المسمى بمشروع تنمية المجتمعات المحلية. لم تسر الأمور بالسرعة التي كان يتمناها مارتي؛ فالنقابات العمالية لم تكن قد انضمت بعد، وكانت الحرب السياسية في مجلس المدينة عاملا مؤثرا من عوامل تشتيت الانتباه. وكان المؤتمر الديني لمجتمع كالوميت قد حقق منذ وقت قريب أول نصر مهم؛ متمثل في برنامج التوظيف القائم على استخدام الكمبيوتر الذي بلغت تكلفته 500 ألف دولار، وكان المجلس التشريعي بولاية إلينوي قد وافق على تمويله. أوضح مارتي أننا كنا في طريقنا لاجتماع حاشد من أجل الاحتفال ببنك الوظائف الجديد الذي يعتبر خطوة أولى في حملة طويلة المدى.
قال مارتي: «سيستغرق الأمر بعض الوقت من أجل إعادة إحياء نشاط التصنيع هنا.» وتابع: «على الأقل 10 سنوات. لكن بمجرد انضمام النقابات العمالية إلينا، ستصبح لدينا قاعدة يمكن التفاوض من خلالها. وفي الوقت نفسه فإننا في حاجة إلى أن نوقف نزيف الخسائر ونسعد الناس ببعض الانتصارات القصيرة المدى. هذا لنوضح لهم قدر القوة التي امتلكوها بمجرد أن توقفوا عن محاربة بعضهم بعضا وبدءوا يركزون على العدو الحقيقي.» «ومن هو ذلك العدو؟»
هز مارتي كتفيه. وقال: «أصحاب البنوك الاستثمارية. والسياسيون. وجماعات الضغط من أصحاب النفوذ ذوي الثراء الفاحش.»
أومأ مارتي برأسه وهو ينظر إلى الطريق أمامه بعينين شبه مغمضتين. فنظرت إليه وبدأت أشك في أنه لم يكن ساخرا كما أحب أن يتظاهر، وأن المصنع الذي ما لبثنا أن تركناه يمثل له الكثير من المعاني. وحينها فكرت أنه أيضا في مرحلة ما من حياته تعرض للخيانة.
صفحه نامشخص