احلام از پدرم: داستانی از نژاد و میراث

باراك أوباما d. 1450 AH
53

احلام از پدرم: داستانی از نژاد و میراث

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

ژانرها

مع حبي

والدك

طويت الخطاب وأعدته إلى جيبي مرة أخرى. لم يكن من السهل أن أكتب إليه، فقد انقطعت كل المراسلات بيننا على مدار السنوات الأربع السابقة. وفي الحقيقة وضعت للخطاب عدة مسودات، وحذفت أسطرا كاملة، وكنت أجاهد لأكتب بالنبرة المناسبة وأقاوم الرغبة في تفسير الكثير من الأمور. فلم أكن أدري كيف أبدأ الخطاب: «والدي العزيز». أم «أبي الحبيب». أم «عزيزي الدكتور أوباما». وها هو ذا قد أجاب على خطابي بابتهاج وهدوء. ونصحني أن أعرف المكان الذي إليه أنتمي. وجعل الأمر يبدو سهلا مثل أن تجيب عليك الموظفة في خدمة استعلامات شركة الهاتف: «الاستعلامات، أي مدينة من فضلك؟» «لا أدري ... أتمنى لو أنك تخبرينني. الاسم هو أوباما. إلى أين أنتمي؟»

ربما يكون الأمر بهذه البساطة من وجهة نظره حقا. وتخيلت أبي وهو يجلس إلى مكتبه في نيروبي، رجلا مهما في الحكومة لديه موظفون وسكرتارية يقدمون له أوراقا ليعتمدها، ووزير يتصل به طالبا منه النصيحة، وزوجة محبة وأطفال ينتظرونه في المنزل، وقرية والده على بعد يوم واحد بالسيارة. وقد جعلتني هذه الصورة غاضبا بصورة ما، وحاولت أن أنحيها جانبا وأركز بدلا من هذا على صوت موسيقى «الصلصا» الذي يأتي من نافذة مفتوحة في مكان ما في المجمع السكني. لكن ظلت الأفكار نفسها تعاودني وتتواصل كخفقات قلبي.

إلى أين أنتمي؟ ربما يكون ذلك الحوار مع ريجينا في تلك الليلة بعد التجمهر قد أحدث تغييرا بداخلي، وتركني مليئا بالنوايا الحسنة. لكني كنت مثل سكير يتعافى من فترة طويلة ومؤلمة من الإسراف في الشراب، وسرعان ما شعرت بالعزم الجديد الذي كان يملؤني يهرب مني، دون هدف أو اتجاه. وقبل عامين من التخرج لم يكن لدي أدنى فكرة عما سأفعله في حياتي، أو حتى أين سأعيش. وكانت هاواي تستلقي خلفي مثل حلم الطفولة، ولم أعد أتخيل الاستقرار هناك . وبصرف النظر عما يمكن أن يقوله أبي، كنت أعرف أنه فات الأوان على اعتبار أفريقيا وطني حقا. وإذا كنت قد أصبحت أفهم نفسي على أنني أمريكي أسود، ويعرفني الجميع بهذا، فإن هذه المعرفة ظلت غير مستقرة. وأدركت أن ما أحتاج إليه هو مجتمع، مجتمع أكبر من اليأس المشترك الذي كنت أشارك أصدقائي السود الشعور به ونحن نقرأ آخر إحصائيات الجرائم، أو عند التحية براحة اليد وهي مرفوعة التي يمكن أن نتبادلها في ملعب كرة السلة. والآن فإنني أحتاج إلى مكان يمكنني أن أستقر فيه وأختبر ما أومن به من أفكار.

وهكذا، عندما سمعت عن برنامج الانتقال الذي نظمته كلية أوكسيدينتال مع جامعة كولومبيا أسرعت بالتقدم إليه. ورأيت أنه إذا لم يكن هناك طلاب سود في كولومبيا أكثر من الموجودين في أوكسيدينتال فسأكون على الأقل في قلب مدينة حقيقية، وسيكون إلى جواري أحياء يقطنها السود. كما أنه لم يكن هناك الكثير الذي يربطني بلوس أنجلوس. فقد كان معظم أصدقائي سيتخرجون ذلك العام، وحسن سيرحل ليعمل مع عائلته في لندن، وريجينا ستسلك طريقها إلى منطقة الأندلس ذاتية الحكم لإجراء دراسة عن الغجر الإسبانيين.

وماذا عن ماركوس؟ لم أدر بالضبط ماذا حدث لماركوس. فقد كان لا يزال أمامه عام آخر قبل التخرج، لكن شيئا ما حدث له أثناء عامه قبل الأخير، شيء عرفته وإن كنت لم أستطع أن أحدد له اسما. تذكرت في إحدى الأمسيات عندما كنت أجلس معه في المكتبة قبل أن يقرر ترك مقاعد الدراسة. وكان هناك طالب إيراني أصلع أكبر سنا له عين زجاجية يجلس على الجانب الآخر من الطاولة، وقد لاحظ أن ماركوس يقرأ كتابا عن اقتصاديات العبودية. ومع أنه نقل عينيه إلى الإيراني في نظرة مهددة، فقد كان الرجل ودودا وفضوليا، وفي النهاية انحنى إلى الأمام على الطاولة وطرح على ماركوس سؤالا عن الكتاب.

قال: «أخبرني من فضلك.» وتابع: «كيف برأيك سمح لشيء مثل العبودية أن يستمر كل هذه السنوات الطويلة؟» «البيض لا يعتبروننا بشرا. الأمر بهذه البساطة .» وتابع: «ومعظمهم لا يزالون.» «نعم، أفهم هذا. لكن ما قصدت السؤال عنه هو لماذا لم يحارب السود؟» «لقد حاربوا بالفعل. أناس مثل نات تيرنر، ودنمارك فيسي ...»

فقاطعه الإيراني قائلا: «ثورات العبيد.» لقد قرأت شيئا عنها. لقد كانوا رجالا شجعانا. لكنهم قليلون. فلو كنت عبدا، ورأيت ما كان يفعله أولئك الناس بزوجتي وأطفالي ... كنت أفضل الموت. هذا هو ما لا أفهمه، لماذا لم يحارب الكثير من الرجال على الإطلاق. حتى الموت، أفهمت ما أعنيه؟»

نظرت إلى ماركوس منتظرا ردا منه، لكنه ظل صامتا. ولم يبد على وجهه غضب ما بدا عليه من شحوب، وظلت عيناه تركزان على نقطة ما على الطاولة. وقد حيرني أنه لم يجب، لكن بعد وهلة من الصمت، توليت أنا دفة الهجوم، وسألت الإيراني هل يعرف أسماء الآلاف الذين قفزوا إلى مياه تعج بأسماك القرش قبل أن تصل السفن التي أسروا على متنها إلى الموانئ الأمريكية؛ وسألته هل كان سيفضل الموت بمجرد أن ترسو السفن، إذا عرف أن الثورة لن تعود على النساء والأطفال إلا بمزيد من المعاناة. وهل كان تعاون بعض العبيد مختلفا عن صمت بعض الإيرانيين الذين وقفوا يتفرجون ولم يفعلوا شيئا وسفاحو السافاك يقتلون ويعذبون مناهضي الشاه؟ كيف يمكننا أن نحكم على الآخرين إلا إذا كنا مكانهم؟

صفحه نامشخص