احلام از پدرم: داستانی از نژاد و میراث
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
ژانرها
هذه المرة مددت أنا يدي إلى الزجاجة كي أصب منها بنفسي. ولم يكن فرانك يراني فقد كانت عيناه مغمضتين ورأسه يستند إلى ظهر مقعده ووجهه الضخم المتجعد مثل نقش حجري. ثم قال في هدوء: «لا يمكنك أن تلوم ستانلي على ما هو عليه. إنه رجل طيب بطبيعته. لكنه لا يعرفني حقا. ليس أكثر من معرفته بتلك الفتاة التي كانت ترعى والدتك. ولا يستطيع أن يعرفني، ليس كما أعرفه أنا. ربما يستطيع بعض سكان هاواي ذلك، أو الهنود في تلك المناطق المخصصة لهم. فقد رأوا آباءهم يتعرضون للإهانة، وأمهاتهم تنتهك حرماتهن، لكن جدك لن يعرف أبدا كيف يشعر المرء في مثل هذه المواقف. لهذا يمكنه أن يأتي إلى هنا ويحتسي الويسكي ويسقط نائما على الكرسي الذي تجلس أنت عليه الآن. ويغط في سبات عميق. وهذا شيء لا يمكنني أن أفعله في منزله. أبدا. مهما كان ما أشعر به من تعب، فعلي أن أراقب سلوكي. يجب أن أكون حذرا حفاظا على حياتي.»
فتح فرانك عينيه. وقال: «ما أحاول أن أقوله لك هو أن جدتك لديها الحق في أن تشعر بالخوف. وهي على حق بالضبط مثل ستانلي. إنها تفهم أن السود لديهم سبب كي يشعروا بالكراهية. هذه هي الحقيقة. وإن كنت أتمنى - من أجلك - أن يكون الحال غير الحال. لكن هذه هي الحقيقة. لذا فيمكنك أن تعتاد عليها أنت الآخر.»
أغمض فرانك عينيه من جديد . وبدأت أنفاسه تتباطأ حتى بدا أنه خلد إلى النوم . فكرت في إيقاظه، ثم قررت ألا أفعل وسرت عائدا إلى السيارة. شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي وكأنها مستعدة لأن تنشق في أية لحظة. فتوقفت وأنا أحاول أن أتماسك، وأدركت لأول مرة أنني وحدي تماما.
الفصل الخامس
كانت الساعة الثالثة صباحا. وكانت الشوارع التي يغمرها القمر بضوئه خاوية، ولم أسمع سوى صوت سيارة تزيد من سرعتها في طريق بعيد. ولا بد أن جميع من كانوا في الحفل الصاخب قد اختفوا في مكان هادئ الآن، سواء كل حبيبين معا أو كل شخص وحده يغط في سبات عميق من أثر احتساء الجعة، وحسن في شقة صديقته الجديدة، بعد أن قال لي وهو يغمز بعينه: «لا تبق مستيقظا لوقت طويل.» ولم يتبق إلا نحن الاثنين فقط ننتظر شروق الشمس، أنا وصوت بيلي هوليداي الذي كان يشدو ليملأ أرجاء الغرفة المظلمة، ويصل إلي ليلمسني وكأنه حبيبتي.
إنني حمقاء ... لأني أريدك.
شديدة الحماقة ... لأني أريدك.
صببت لنفسي شرابا وتركت عيني تدوران في أنحاء الغرفة؛ أطباق عميقة من فتات المقرمشات المملحة، وطفايات السجائر الممتلئة عن آخرها، والزجاجات الفارغة التي تبدو وكأنها خط الأفق قبالة الحائط. حفل رائع. هذا ما قاله الجميع، وقالوا أيضا اعتمدوا على باري وحسن في إقامة الحفلات الموسيقية. استمتع الجميع بوقته فيما عدا ريجينا. هي لم تستمتع. ماذا قالت قبل أن تغادر؟ قالت: «إنك دائما تظن أن الأمر يتعلق بك.» ثم ذكرت تلك الأشياء عن جدتها. كما لو أنني مسئول عن مصير العرق الأسود بأكمله. كما لو أنني أنا من جعل جدتها تجثم على ركبتيها طوال عمرها. إلى الجحيم يا ريجينا. إلى الجحيم بغرورك العنيد وورعك الممقوت ونظرة عينيك التي تتهمني بخذلانك. إنها لم تعرفني. لم تفهم وجهة نظري.
سقطت على الأريكة مرة أخرى وأشعلت سيجارة وشاهدت عود الثقاب وهو يحترق حتى لسع طرف إصبعي، ثم شعرت بألم عندما أطفأت اللهيب بإصبعي. سأل الرجل قائلا: «ما الخدعة؟» «الخدعة ألا تبالي بالألم.» حاولت أن أتذكر أين سمعت تلك الجملة التالية، لكن ذاكرتي لم تسعفني؛ فقد غاب هذا الأمر عنها مثل وجه ذهب في غياهب النسيان. لكن هذا لا يهم. فبيلي تعرف الخدعة نفسها، إنها موجودة في صوتها المرتجف الممزق. وقد تعلمتها أنا أيضا؛ فقد كان هذا هو محور حياتي في المدرسة الثانوية في العامين الماضيين بعد أن رحل راي إلى معهد في مكان ما، ونحيت أنا الكتب جانبا، وبعد أن توقفت عن الكتابة إلى أبي وتوقف هو عن إرسال خطابات لي. سئمت من محاولة التخلص من فوضى ليست من صنعي.
تعلمت ألا أهتم.
صفحه نامشخص