أحكام عصاة المؤمنين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - كجك
أحكام عصاة المؤمنين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - كجك
ناشر
دار الكلمة الطيبة
شماره نسخه
الأولى ١٤٠٥ هـ
سال انتشار
١٩٨٥ م
محل انتشار
القاهرة
ژانرها
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ ١.
وهذا أمر متفق عليه بين المسلمين، أن الوعيد في الكتاب والسنة لأهل الكبائر موجود، ولكن الوعيد الموجود في الكتاب والسنة قد بين الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه سلم، أنه لا يلحق التائب بقوله: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا﴾ ٢ أي لمن تاب. وقال في الآية الأخرى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ ٣ فهذا في حق من لم يتب، فالشرك لا يغفر، وما دون الشرك إن شاء الله غفره، وإن شاء عاقب عليه.
وفي الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا غم، ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" ولهذا لما نزل قوله: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ ٤ قال أبو بكر: يا رسول الله قد جاءت قاصمة الظهر وأينا لم يعمل السوءا؟ فقال: "يا أبا بكر ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأوى؟ فذلك مما تجزون به" فالمصائب في الدنيا يكفر الله بها من خطايا المؤمن ما به يكفر، وكذلك الحسنات التي يفعلها. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات﴾ ٥ وقال النبي ﷺ: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان،
_________
١- الآية ١٣-١٤ النساء.
٢- الآية ٥٣ الزمر.
٣- الآية ٤٨ النساء.
٤- الآية ١٢٣ النساء.
٥- الآية ١١٤ هود.
1 / 35