ألقى جوان بإسفنجة متسخة جاء بها من قناة تصريف المياه على كوازيمودو، وهو يقول: «إليك بالماء!»
صاح كوازيمودو غاضبا: «ماء!»
في اللحظة ذاتها سارت إزميرالدا وسط الحشد مع دجالي. ولاحظت أن كوازيمودو في مشكلة، فتوجهت نحوه مباشرة، وسحبت زجاجة مليئة بالماء، وأعطتها له ليشرب.
لم يكن بمقدور إزميرالدا تحمل الوقوف مكتوفة اليدين وهي تشاهد أي شخص يتألم. كانت تعلم أن كوازيمودو قد عانى بما فيه الكفاية، وراودها شعور بأن محاولة اختطافها لم تكن فكرته. وقد رأت الرجل المرتدي العباءة وهو يجري مبتعدا عن الميدان. كان التفكير فيه فقط يجعل القشعريرة تسري في جسدها.
تأثر الناس في الحشد بحنان إزميرالدا؛ فتوقفوا عن الضحك ومضايقة الأحدب.
وعندما لمحت العجوز الشمطاء إزميرالدا من نافذتها صاحت: «أيتها الغجرية الملعونة! اللعنة عليك!»
شحب وجه إزميرالدا، ونزلت سريعا من فوق عمود التشهير، وركضت بأقصى سرعتها. كانت العقوبة المفروضة على كوازيمودو قد انتهت مدتها آنذاك، فأطلق سراحه، وتفرق الحشد ببطء.
نكس كوازيمودو رأسه في خزي أثناء عودته سيرا على الأقدام إلى كاتدرائية نوتردام؛ كانت التعاسة تملأ قلبه بحق. لماذا لم يساعده كلود فرولو؟ ما الخطأ الذي ارتكبه؟
قال كوازيمودو محدثا نفسه: «خلت عيناه من أي مشاعر، مع أنني ما كنت لأصل إلى عمود التشهير لولا أنني فعلت ما طلبه مني.»
وفي حقيقة الأمر، لولا تلك الفتاة الغجرية نفسها التي أراد كلود فرولو أن يخطفها الليلة الماضية، لكان حاله ازداد سوءا وهو في عمود التشهير. لكنه لا يزال غير قادر على فهم سلوك كلود فرولو.
صفحه نامشخص