حدث بيير نفسه: «لا يمكن للشعر مضاهاة الكوميديا.»
وفي اللحظة ذاتها برز أقبح الوجوه من الإطار. كان لهذا الرجل فم يشبه حدوة الحصان، وأنف كبير مثلث الشكل، وشفتان مدببتان يبرز منهما سن محزز، وحاجب أحمر كثيف الشعر، وعين يغطيها ثؤلول.
ها هو الفائز! اندفعت الجماهير داخل الكنيسة الصغيرة ليكتشفوا أن ذلك الشخص لم يتعمد لي قسمات وجهه على الإطلاق؛ إنه قبيح هكذا بالفعل. كان على ظهره حدب ضخم، وشعره قصير خشن أحمر اللون. كانت ساقاه مختلفتين في الحجم وغريبتي المظهر، وقدماه ضخمتان. لكن بالرغم من المظهر البشع لذلك الرجل، كان يبدو عليه شيء من القوة والشجاعة.
صاح أحدهم: «إنه كوازيمودو، قارع الأجراس!»
هتف أحد الطلاب: «انظروا إلى هذا الأحدب! إنه شديد القبح بلا شك!»
ضايقه الطلاب، وغطت النساء وجوههن. سار جوان متوجها مباشرة نحو كوازيمودو، ضحك في وجهه، مشيرا إليه وأخذ يسبه. فرفعه كوازيمودو، وألقى به وسط الجماهير. كانت مضايقة الناس له تزعجه، ولم يكن يفهم أن ذلك مهرجان المهرجين، وكل ما كان يفعله الطلاب هو اللهو. لحسن الحظ لم يصب جوان بأذى. نهض، ونفض التراب عن نفسه وضحك.
اندهش كوبينول الحائك من شدة بأس كوازيمودو، فاندفع للأمام، وربت على كتف الأحدب وقال : «كانت لك الغلبة حقا في المعركة!»
لم يحرك كوازيمودو ساكنا.
واصل كوبينول حديثه: «إنني أقول إنك حتما شديد البأس. ما رأيك في ممارسة المصارعة؟ ما قولك؟»
لم يجبه كوازيمودو.
صفحه نامشخص