وهكذا هجرها أهلها من الكبير والصغير، والعظيم والحقير، وخرجوا منها أفواجا أفواجا كثول
2
نحل يهجر خليته.
وفي إبان هذه الهجرة، وقف غراب على سقف بيت، يرقب هذه الحركة الهائلة، ورأته دجاجة كانت في مركبة تسير مسرعة في طريق خروجها من المدينة، فنادته قائلة: «ما بالك أيها الرفيق تجلس مطمئنا كأنك لا تنوي الهجرة معنا امتثالا لأمر قائدنا العظيم؟! ألا تعلم أن العدو قد دنا من أبواب المدينة؟»
وقال الغراب: «ولم أرحل وأنا لست مطمعة
3
لأحد؟ لأن لحمي لا ينفع للأكل مشويا أو مسلوقا مثل لحمك.» •••
وبقي الغراب إلى أن دخل جيش العدو في الشرك المنصوب، ولما اشتدت بالجيش المجاعة، ولم يجد ما يأكله سوى الفئران والغربان، كان مصيره الاقتدار
4
لسد جوع الجيش الفرنسي.
صفحه نامشخص