3
وكان يحدث ذلك دون أن يشعر أحد بدخوله أو خروجه، أما الآن فإن الحال قد تبدلت، وأضحى ستره مفضوحا بذلك الوسام، فكان كلما حاول أن ينسل كعادته القديمة؛ ليشبع شهيته من حقول الجيران تنبه أصحابها من جرس
4
وسامه إلى وجوده، وحالوا بينه وبين رغبته بعصيهم الغليظة، حتى يعود أدراجه بعد أن يشبعوه ضربا مبرحا، يترك كل مرة حباره المؤلم بجلده.
وهكذا لم ينقض الصيف على حامل الوسام هذا حتى صار على الجلد والعظم لا يخشى عليه من عين الحسود أو سطو اللصوص إذا جرد عنقه من القلادة الرنانة. «اللص لا يسرق ناقوسا.»
الذئب والفارة
سرق ذئب خروفا سمينا من خراف القطيع الآمن، وجرى به لا يلوي على شيء إلى ناحية نائية من الغابة المجاورة، وطبعا لم ينتظر أن يكون الذئب مقراء
1
لخروف، وأن يعتني براحته وسلامة صحته، بل العكس ما وقع، وكان متوقعا؛
2
صفحه نامشخص