فليس على المضطر إلا ركوبها
يا مرحبا بالعملية وبك يا دكتور. وبعدما تحدثنا مليا خرج من عندي ليقول لابني الكبير: أبوك معنوياته قوية جدا وهذا ما يساعدنا على نجاح العملية.
ثم دخل المبنج الدكتور أبو حيدر بعد حين. وفي موعده جاء الدكتور حتي فسألته، فقال: قررنا أن نفتح لك البوتنير! فقلت: وأي وسام نعد لها؟ فقال: وسام العمر الطويل.
ولما كان صباح الإثنين لم أرض أن أحمل على المحفة كالمعتاد، بل مشيت إلى غرفة الحياة، حتى بلا عصا، مشيت بخطوات ثابتة مشية جندي إلى ساحة القتال. وتذكرت (الإرادة) في تلك الدقيقة الفاصلة بين الحياة والموت فتشددت، وقلت: لن أموت، سوف أستريح من أوجاعي وآلامي وأحيا .
وقبل أن أستلقي على الوضم قلت للمبنج الدكتور أبو حيدر، وأنا أقلب عيني في زوايا الغرفة: وأين هو؟ فخالني أهذي، فأفهمته أنني أسأل عن الموت أين يتخبأ، وقلت للموت وقد تمثلته أمامي: إياك والغدر، لا تكن كالسارق كما قال المسيح؛ فإن كنت بطلا فهذه الساحة لي ولك، فهلم.
وأخيرا غبت لأعود بعد ساعات أحمل في بطني نبريشا ظللت منه في جهد جهيد مدة خمسة أشهر، كانت تعزيني على آلامها المزعجة أنها مكنتني من نكتة لا بأس بها. كانوا يتحدثون أمامي عن الاختصاص في هذه الأيام، فقلت لهم: أنا تخصصت مؤخرا في المستشفى، ولكن اختصاصي تحتاني، فصار عندي لكل عمل آلة.
وهناك نكات أخرى كانت ترفه عني وتنسيني قلق الليل، منها هاتان النكتتان: فواحدة جاءت من صوبنا، دخل علي واحد، ولما كان لا بد من الحكي في مثل هذه الأحوال قال: الحمد لله على السلامة.
فقلت لا تتسرع يا عمي الخطر قدامنا.
فأجاب: الله يبعده. ما على قلبك شر، ولكن الذي حيرني وحير أهل الجيرة كلها هو أنه كيف وصل إليك مرض البروستنت وبلادنا نظيفة منه.
وكان الدكتور أشقر حاضرا فمات من الضحك. فقلت له: إنها رمية من غير رام.
صفحه نامشخص