احادیث منتخب در واجبات و سیرت
أحاديث مختارة في الفرائض والسير
ژانرها
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام في الأحكام [ج2 ص459]: الإمام الذي تجب طاعته هو أن يكون من ولد الحسن، أوالحسين عليهما السلام، ويكون ورعا تقيا صحيحا نقيا، وفي أمر الله عز وجل جاهدا، وفي حطام الدنيا زاهدا، فهما بما يحتاج إليه، عالما بملتبس مايرد عليه، شجاعا كميا، بذولا، سخيا، رؤفا بالرعية، رحيما، متعطفا، متحننا، حليما، مواسيا لهم بنفسه، مشاركا لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، رصين العقل، بعيد الجهل، آخذا لأموال الله من مواضعها، رادا لها في سبلها، مفرقا لها في وجوهها التي جعله الله لها، مقيما لأحكام الله، وحدوده، آخذا لها ممن وجبت عليه، ووقعت بحكم الله فيه من قريب، أو بعيد، شريف أو دني، لاتأخذه في الله لومة لائم، قائما بحقه، شاهرا لسيفة، داعيا إلى ربه، مجتهدا في دعوته، رافعا لرايته، مفرقا للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفا للظالمين، مؤمنا للمؤمنين، لايأمن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى هلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعوا إلى جهادهم القبائل، متشردا عنهم، خائفا منهم، لاتردعه ولاتهوله الأخواف، ولايمنعه عن الإجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر، فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن والحسين عليهما السلام فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، ومن قصر عن ذلك، ولم ينصب نفسه، ويشهر سيفه، ويباين الظالمين، ويباينوه، ويبين أمره، ويرفع رايته لتكمل الحجة لربه على جميع خلقه بما يظهر لهم من حسن سيرته، وظاهر ما يبدي لهم من سريرته فيجب بذلك على الأمة المهاجرة إليه، والمصابرة معه، ولديه فمن فعل ذلك من الأمة من بعد ما أبان لهم صاحبهم نفسه، وقصد ربه، وشهر سيفه، وكشف بالمباينة للظالمين رأسه فقد أدا إلى الله فرضه، ومن قصر في ذلك كانت الحجة لله عليه قائمة ساطعة منيرة بينة قاطعة ؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.
صفحه ۱۴۶