احادیث المازنی
أحاديث المازني
ژانرها
فألهم أن يقول: «أنا الخدام. الجديد».
فقال اللبان: «طيب ما تقول كده من الصبح. عايز كام؟» - «واحدة».
فناوله سلطانية ووقف ينتظر وصاحبنا ينظر إلى الدهليز ثم قال: اللبان: «ما تجيب أمال خليني أروح لحالي».
فقال المسكين «أجيب؟ أجيب إيه؟» - «حق السلطانية!»
فألهم مرة أخرى أن يقول: «الصبح. عندنا ضيوف. ما أقدرش أنادي سيدي الوقت».
فمضى اللبان ومسح الرجل عرقه ووقف يستعيد انتظام أنفاسه وقد دار برأسه أن خير ما يصنع هو أن يخرج وراء اللبان وأمره لله في هذه الليلة المنحوسة. ولكن القدر أبى إلا أن يعد له مفاجأة أخرى أدهى وأمر.
ذلك أن الفتاة كانت قد وصلت ونقرت على حافة النافذة فخف إليها حامد وانثنى على النافذة يقبلها ثم اعتدل وهم بأن يقول لها أنه سيخرج لها حالا، وإذا بها تستوقفه وتسأله: «من عندك؟» وتشير إلى الدهليز، فقد رأت بابه يفتح ويختفي فيه شبح، فعجب حامد لسؤالها ونفى لها أن أحدا عنده ثم نظر إلى حيث كانت تنظر، محدقة، فخيل إليه أنه يسمع أصواتا فقال انتظري وخرج ... ولكنها لم تنتظر فقد كانت فتاة عملية وكانت تحب حامدا وتقرأ الروايات البوليسية فجمع بها خيالها وجسم لها الأمر، وأوهمها أن خطرا عظيما قد أحدق بفتاها، فذهبت تعدو إلى أقرب شرطي وجرته من ذراعه جرا فقد كانت خطوته بطيئة وهي تريد أن تطير.
وفي أثناء ذلك كان حامد قد خرج فألفى أباه واقفا وراء باب الشقة فقال حين رآه يا شيخ ظنناك لصا!
فسأله أبوه: من «عندك؟» فخطر لحامد أن هذا هو، الليلة سؤال الناس كلهم فضحك وقال: «لا أحد. لماذا لا تدخل؟ لماذا تقف هكذا؟»
وتذكر أن الفتاة واقفة عند النافذة ولم يدر كيف يفسر لأبيه وجودها - نعم يستطيع أن يقول أنها جارته - وهذا صحيح - وأنها مرت به، فوقفا يتبادلان التحية، ولكن أباه رجل محافظ ثم إنه يريد أن يعرف أباه بها أحسن تعريف.
صفحه نامشخص