250

حضرت أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي وعنده إسحاق الموصلي فقال إسحاق غنى ابن سريج ثمانية وستين صوتا فقال له أبو إسحاق ما تجاوز قط ثلاثة وستين صوتا فقال بلى ثم جعلا ينشدان أشعار الصحيح منها حتى بلغا ثلاثة وستين صوتا وهما يتفقان على ذلك ثم أنشد إسحاق بعد ذلك أشعار خمسة أصوات أيضا فقال أبو إسحاق صدقت هذا من غنائه ولكن لحن هذا الصوت نقله من لحنيه في الشعر الفلاني ولحن الثاني من لحنه الفلاني حتى عد له الخمسة الأصوات فقال له إسحاق صدقت ثم قال له إبراهيم إن ابن سريج كان رجلا عاقلا أديبا وكان يغني الناس بما يشتهون فلا يغنيهم صوتا مدح به أعداؤهم ولا صوتا عليهم فيه عار أو غضاضة ولكنه يعدل بتلك الألحان إلى أشعار في أوزانها فالصوتان واحد لا ينبغي أن نعدهما اثنين عند التحصيل منا لغنائه فصدقه إسحاق فقال له إبراهيم فأيها أولى عندك بالتقدمة فقال

( وإذا ما عثرت في مرطها

نهضت باسمي وقالت يا عمر )

فقال له إبراهيم أحسبك يا أبا محمد متعت بك ما أردت إلا مساعدتي فقال لا والله ما إلى هذا قصدت وإن كنت أهوى كل ما قربني من محبتك فقال له هذا أحب أغانيه إلي وما أحسبه في مكان أحسن منه عندي ولا كان ابن سريج يتغناه أحسن مما يتغناه جواري ولئن كان كذلك فما هو عندي في حسن التجزئة والقسمة وصحتهما مثل لحنه في

صوت من المائة المختارة من رواية جحظة

( حييا أم يعمرا

قبل شحط من النوى )

صفحه ۲۶۱