158

عمر يشبب بالنوار

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني محمد بن منصور الأزدي قال حدثني أبي عن الهيثم بن عدي قال

بينما عمر بن أبي ربيعة منصرف من المزدلفة يريد منى إذ بصر بامرأة في رحالة ففتن وسمع عجوزا معها تناديها يا نوار استتري لا يفضحك ابن أبي ربيعة فاتبعها عمر وقد شغلت قلبه حتى نزلت بمنى في مضرب قد ضرب لها فنزل إلى جنب المضرب ولم يزل يتلطف حتى جلس معها وحادثها وإذا أحسن الناس وجها وأحلاه منطقا فزاد ذلك في إعجاب عمر بها ثم أراد معاودتها فتعذر ذلك عليه وكان آخر عهده فقال فيها

صوت

( علق النوار فؤاده جهلا

وصبا فلم تترك له عقلا )

( وتعرضت لي في المسير فما

أمسى الفؤاد يرى لها مثلا )

( ما نعجة من وحش ذي بقر

تغذو بسقط صريمة طفلا )

( بألذ منها إذ تقول لنا

وأردت كشف قناعها مهلا )

( دعنا فإنك لا مكارمة

تجزي ولست بواصل حبلا )

( وعليك من تبل الفؤاد وإن

أمسى لقلبك ذكره شغلا )

صفحه ۱۶۹