وأذعنت كارهة. لم أحترمه قط، ممثل فاشل، ويعيش بعرق النساء، ولكني لم أتصور أن يفعل بنا ما فعل! •••
ما ندري إلا وأم هاني تزورنا في المقلى، زارتنا في اليوم التالي لزيارتي لها، واضح أنها تريد أن تعتذر بالزيارة عن سوء معاملة رجلها لي. إنها في الخمسين مثل طارق، ولكنها بدينة، ولا تخلو من حسن، وحالتها المالية طيبة. قالت: إنهم يتحدثون عن نجاح المسرحية ... لم تنجح بهذا القدر مسرحية من قبل.
فقلت بأسى: ولكن المؤلف لا يريد أن يظهر. - سيجيء عندما يفرغ من مسرحيته الجديدة.
وصمتت المرأة قليلا، ثم استطردت: ما أسخف ما يقال ... ولكن طارق مجنون.
فتساءل كرم ساخرا: ألم يكن من الأفضل أن يقتل أمه؟!
كنت أميل إلى أم هاني، ولم ينتقص من ميلي لها أنها قريبة زوجي. •••
بيت الطمبكشية المكتظ بسكانه، مثل الباص تفوح منه رائحة المطاط. خالتي تخلي ركنا، لتستقبل فيه عم أحمد برجل. تقول له: لا تنس التموين، فاعتمادنا بعد الله عليك.
فيقول الرجل باهتمام غير عادي: جئت لما هو أهم! - افتح الجراب يا حاوي. - الأمر يتعلق بحليمة.
رددت خالتي عينيها بينه وبيني، فتصاعد الدم إلى خدي.
تساءلت: هه ... عريس؟! - صدق التخمين!
صفحه نامشخص