وثنايا الحسنا ضاحكة ... وتمام الضحك على الفلج وثنايا : المرأة ، الحسنا بالفتح ، وهي أربع ثنتان من أعلى ، وثنتان من أسفل ، ضاحكة صاحبتها ، وتمام الضحك : منها على الفلج من فلح بكسرها ، وهو تباعد منابت الأسنان وهو حسن فيهما ، فشبه دلائل العلم ، وأسباب العمل بثنايا امرأة حسناء ، أو كنى بكل من الثنايا والفلح عن المرأة من الحور العين ، وبالضحك عن الرضا والسرور ، أي الحور راضية مسرورة بزوجها المجد في العلم والعمل .
وعياب الأسرار قد اجتمعت ... بأمانتها تحت الشرج
... وعياب : جمع عيبة ، وهي وعاء من جلد تصان فيه الأمتعة ، الأسرار : وهو ما يكتم ، قد اجتمعت : أي عياب الأسرار بأمانتها : أي عليها ، أو معها ، والأمانة ضد الخيانة ، والمراد ما يؤتمن عليه تحت الشرج : بفتح الشين والراء ، أي عرى (¬1) العياب ، وهو ما يشبه الوعاء ولمراد بالأسرار أسرار الله تعالى في خلقه ، مما حجبهم عنه ، ولم يطلع عليه أحدا إلا من شاء ممن اصطفاه ،قال بعض العارفين : العلم بمنزلة البحر أجري منه واد ، ثم من الوادي نهر ، ثم من النهر جدول ، ثم من الجدول ساقية ، فلو جرى البحر إلى النهر ، والوادي ألى الجدول لغرقه وأفسده ، وهو المراد بقوله : [ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ] (¬2) فبحور العلم عند الله ، أعطى الرسل منها أودية ، ثم أعطت الرسل من أوديتها العلماء أنهارا ، ثم أعطت العلماء من أنهارها العامة جداول بقدر طاقتهم ، والمناسب أن يقيد / العامة بالمتفقهة ، ويقال ثم أعطت المتفقهة من جدولها غيرهم سواقي ، وسبب 13 ذلك أن العقول الضعيفة لا تحمل الأسرار القوية ، كما لا يبصر الخفاش نور الشمس ، ومما أخفاه الله عن خلقه رضاه عنهم .
صفحه ۱۳