175

Adwa' ala Awda'una al-Siyasiyah

أضواء على أوضاعنا السياسية

ناشر

دار القلم

شماره نسخه

الأولى

محل انتشار

الكويت

ژانرها

وذهب إليهم فأكرموه غاية الإكرام وتحدث معهم طويلًا وخرجنا بنتيجة أنه لا فائدة من حربنا معهم!! بصراحة لو دعيت إلى الحرب مرة ثانية فلن استجيب!. وقال آخر: لماذا أحارب من أجل الفلسطينيين.. هم أغنى منا وهم أولى بالدفاع عن وطنهم.. وكنا نتحدث مع بعض المثقفين فانبرى فلسطيني منهم قائلًا: أنا لا تمثلني منظمة التحرير.. لقد اثروا من ورائنا!! الخ.. انظروا كيف وصلنا، وكيف تناقضت آراؤنا في مشكلتنا بعد أن طورناها إلى الحد الذي أصبح لكل واحد منا رأي يخالف الآخر فيها، وانظروا على الجانب الآخر الأفكار اليهودية التي تجمع اليهود عليه في أول مؤتمر صهيوني لهم في سويسرا هي نفس الأفكار والمبادئ التي يعلنها اليهود ويفاوضون عليها في السلم ويقاتلون عليها في الحرب. الموقف اليهودي من إقامة الدولة اليهودية لم يتغير قيد شعرة منذ بدأ العمل الحقيقي لإقامتها والموقف العربي يتلون ويتغير ويتناقض كل يوم. وما ذلك إلا لأن السحرة والحواة يشغلون الناس عن المشكلة الحقيقة بألاعيب شيطانية تخطف أبصارهم، وتبلبل عقولهم، وحول هذه الألاعيب تتفرق الشعوب ويلعن بعضها بعضًا، وتتمزق الجماعات ويلعن كل منا الآخر ثم نلعن جميعًا الأمة التي ننتمي إليها، ويبدوا من سير الأحداث أن الأمة التي ننتمي إليها لن تفيق إفاقة حقيقية، وتتخلص من سحر السحرة، ولعب الحواة، إلا إذا وجد العرب أنفسهم غدًا عمالًا في مؤسسات اليهود نهارًا، وخمارًا وسكارى في حاناتهم ليلًا، وقد وجدوا بناتهم وأخواتهم أيضًا يمتهن كل شيء ليحصلن على لقمة الخبز وعند ذلك قد تدب الحمية في النفوس من جديد، وعند ذلك أيضًا قد ينقلب السحر

1 / 179