والمعروف أن هذا النوع من الخط قد اختلفت آراء العلماء حول مصدره وهل نشأ وتطور فى القيروان (341ه/968م) ومنها انتقل إلى مصر، أم أنه ظهر وتطور فى تركستان وفى طشقند (230ه/ 844م) ومنها انتقل إلى مصر ثم المغرب، ويرى جروهمان أن هذا النوع من الخط الكوفي بدأ وتطور فى مصر ثم انتقل إلى المغرب(1)، إذ المعروف أن الخط الكوفي بمصر قد مر بثلاث : البسيط والمورق والمزهر والذى وجد منه تزهيرا بسيطا فى جامع الأزهر فى إطار متصل ممتد يربط بين نوافذ القسم العلوي فى جدار القبلة، كما وجدت هذه الكتابات بمحراب المعز بالجامع الأزهر.
وتعد مرحلة الانتقال من الخط الكوفي المورق إلى المزهر مرحلة طبيعية إذا أن المزهر بدأ تطوره بتحوير أذناب بعض الحروف مثل الراء والنون والواو بحيث تبدو الورقة النباتية كأنها منبثقة مباشرة من الذنب(2)، وهذا ما ينطبق على هذا النوع من الخط فى ضريح السيدة بنت أحمد إذ أن الحروف وخاصة نهاية الكلمات تخرج منها الورقة النباتية المتصلة معه بغصن.
كما يزين الضريح من الأعلى شريط كتابي نفذ بالخط النسخي على أرضية حمراء، ويعتبر هذا الشريط من أعمال التجديدات التى طرأت على الضريح إذ تتشابه كتابة هذا الشريط مع الشريط الكتابي المؤطر للباب والذى يوجد فيه عبارة {نصر من الله وفتح قريب} والتي تؤرخ بحساب الجمل( 1248ه/1862م.
صفحه ۶۷