حتى إذا قيل هذا ماله مثيل من الأنام تولت قتله حام(3) مما سبق يتضح أن المكرم احمد بنى مشهدين "ضريحين" أحدهما في زبيد سمي مشهد الرأسين كما سبقت الإشارة إليه والثاني في صنعاء وقد أشار ابن إدريس إلى أن المكرم بنى عليهما مشهدا جامعا وأشار ابن الديبع على أنه قد عفي المتغلبون الظالمون آثاره وهدموا منارة وذلك فمن المرجح أن يكون الضريح كبيرا ويقعا إلى جانب الجامع لأن الإشارة بني عليهما مشهدا جامعا وكلمة الجامع لا تطلق إلا على المسجد الذي تقام فيه صلاة الجمعة كما أنه من المحتمل أن يكون الضريحين قد بني بشكل مربع يغطيهما قبة كما نشاهده من أضرحة متبقية في اليمن وغيرها من بلدان العالم الإسلامي وخاصة مصر التي كانت تربطها علاقات متميزة مع الدولة الصليحية إلى جانب ارتباطها مذهبيا , وربما يكون قد اتخذ بعض أشكال الأضرحة في مصر الفاطمية , كما أننا لا نعرف بالتحديد مكان الضريح في صنعاء مع أن الإشارات التاريخية حددت مكانه جنوب الجبانة وجنوب الجبانة الآن عبارة عن عمارات سكنية.
الفصل الثالث
ضريح السيدة بنت أحمد الصليحى بجبلة(1) "الملكة أروى"
من أضرحة القرن الخامس الهجرى وأهمها على الإطلاق باعتباره الأثر الباقى من الأضرحة الصليحية ، كما تكمن أهميته فى أنه لم يطرأ عليه تغييرات جوهرية أثناء التجديدات، إذ بقى الضريح كما أمرت السيدة ببنائه.
صفحه ۶۰