وأهم تلك الأقسام هو القسم الأول وخاصة الجزء السفلي منه إذ حشر فيه لوحان من الحجر نقش عليهما كتابات إحداهما بالخط الكوفي (لوحة3) وهو الأقدم إلا أن أغلب حروف كلماته مطموسة , ولكن الإمام المؤيد بالله محمد بن الإمام القاسم قام بنسخ ذلك اللوح على لوح آخر أضاف إليه مرثية أم الطفلين وإثبات حقه في ذلك(1).
ويتم الدخول إلى قاعة الضريح عن طريق مدخله الذي يقع في جداره الغربي المؤدي إلى قاعة مستطيلة الشكل طولها 7,25 م وعرضها 2,25م وهي بسيطة خالية من الزخرفة ومقسمة إلى ثلاثة أقسام الأول يلي الباب مباشرة وفيه قبر قثم (لوحه4) ويغطيه قبو متقاطع تشكلت منه أربع حنايا ضحلة والثاني فيه قبر عبد الرحمن ويغطيه قبة ضحلة وغير متناسقة والثالث قيه قبر أمهما ويغطيه قبة ضحله أيضا , والضريح بشكله بسيط وبدائي, إذ أن المعمار لم يعتن بتناسق الوحدات المعمارية والسبب في ذلك هو الضريح اتخذ الشكل المستطيل كما أن أقسامه ليست مربعة مما حدا بالمعمار على أن يغطي تلك لأقسام الثلاثة بقباب ضحلة وقبو متقاطع دون اللجوء إلى عمل قبة والتي تحتاج إلى مربع متناسق الأبعاد .
وعليه يمكن أن نخلص بالقول إلى أن ضريح الشهيدين تكمن أهميته بأن أول إشارة تاريخية وردت لإقامة مسجد على قبر كانت لهذا الضريح إضافة إلى وجود شاهد هذا القبر المدون عليه بالخط الكوفي البسيط والذي يدل دلالة واضحة على أن الضريح يرجع إلى فترة وفاتهما سنة 41ه أو بعدها بفترة بسيطة .
واللوح الحديث الذي نقل نصا من القدم , وذلك بعد أن تمت مقارنة بعض الكلمات التي استطاع الباحث قراءتها . وقد يكون نقل النص القديم إلى نص جديد لتتواتر قصة هذين الشهيدين على مدى الزمن وبما أنها قد بدأت تنطمس معالمها مما حدا بالمؤيد بالله محمد بن القاسم أن يأمر بنقله وذلك في سنة (1042 ه / 1632م ) .
شاهد القبر :
صفحه ۴۸