هذا ولما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه دفن عليه الصلاة والسلام في بيته لا يتخذ قبره مسجدا ذكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت "لولا ذلك لأبرز القبر غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا(1) " وقد أختلف الصحابة رضوان الله عليهم في موضع دفنه فقال أحدهم يدفن في مسجده أخر قال مع أصحابه وآخرون قالوا عند المنبر , لما بلغ أبا بكر الصديق رضي الله عنه والذي كان في سقيفة بني ساعده فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما مات نبي إلا دفن حيث قبض" , ومن ثم رفع فراشه صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه ثم حفر تحته(2) ومن ثم قسمت بيت عائشة إلى قسمين, قسم فيه قبر النبي , وقسم لعائشة , وعمل بينهما حائط وكان قصيرا حيث كانت تمر عائشة وتزوره صلى الله عليه وسلم(3) وعندما قام المسلمون بتوسعة المسجد وخاصة في زمن عثمان بن عفان (سنة 29ه /649م ) لم يزد من جهة الشرق شيئا(4) حيث بيوت النبي , ولقد تم إدخال حجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد أثناء التوسعة التي قام بها الخليفة الوليد بن عبد الملك وذلك عندما أمر عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز بتنفيذ التوسعة , فبدأ بهدم المسجد (سنة 88ه / 707م ) وانتهى من البناء سنة (91ه/710م) وفي أثناء تلك الفترة تم هدم حجرات النبي وأدخلت ضمن المسجد ومن ضمنها حجرة عائشة التي فيها قبره صلى الله عليه وسلم(1).
صفحه ۳۸