لذلك نشأت مقابر بجوار مقابر الأئمة والصالحين ، كما حصل في النجف الأشرف بجوار قبر الإمام على بن أبي طالب ، فقد أوصى عضد الدولة البويهي
(ت 373ه/983م) أن يدفن بجوار الإمام علي ، فكان من ضمن الكتابات المنقوشة على تابوته " أحب مجاورة هذا الإمام التقي لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها"(1) ، وكما حصل عند قبر الإمام الشافعي (رضي الله عنه) بالقرافة(2) حيث نشأة مقبرة بجواره.
وينبغي لأولياء الميت أن يختاروا له مكان الدفن بجنب العلماء ، والأولياء والصالحين للتبرك بهم لما ورد " هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " ، ولما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" . وقد أعدت السيدة بنت أحمد ( ت 532ه/1138م ) مكان دفنها وهيئته قبل وفاتها بجامعها بذي جبلة ، كما أن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( ت 614ه /1217م ) قد أوصى ان يدفن في حصنه بظفار ذيبين إلى جوار جامعه . وأما الإمام المهدي علي بن محمد ( ت 773ه / 1373م ) فقد قام ببناء أضرحة على قبور الأئمة بصعدة، وأعد له ضريحا بجوارهم وأوصى ان يدفن فيه فمات بذمار ثم نقل إلى صعدة فدفن في ضريحه حسب وصيته.
مكونات الضريح:
وبعد أن تتم عملية اختيار البقعة المراد الدفن فيها تكون البداية أولا بحفر القبر ويتم تحديد موضعه واتجاه القبلة فيه فمنهم من يلحد له لحدا ومنهم من يضرح له ضريحا وذلك حسب طبيعة الأرض فإذا كانت رخوة ضرح، وذلك بعمل دكتين على جانبي القبر ومن ثم يسقف من فوقها، اذا كانت الأرض صلدة فيلحد في جانبه الأيمن ويعمل دكة في جانبه الأيسر ومن ثم تسقف من على الدكة الى فوق اللحد .
المربع السفلي للضريح:
صفحه ۳۳۸