ويعلو منطقه الحنايا منطقة مثمنه ثم زينت بشريط كتابي بالخط النسخى يعلوها رقبة القبة وهى مستديرة زينت بشريط كتابي بالخط الكوفي المظفور يعلوه أشكال عقود مدببة زينت بواطنها بالزخرفة العربية المورقة ( لوحة 103 ) ويتوج الضريح من الأعلى قبة مضلعة الشكل ذات أربع وعشرين ضلعا ( لوحه 107 ) أبدع المعمار فى طريقة بنائها حيث نهجت نهج القبة نصف الكروية فى عملية تحويل المربع إلى مثمن لتستقر فوقها قاعدة القبة، والثابت تاريخيا أن أقدم قبة مضلعة قائمه على تخطيط مربع ذي حنايا ركنية مفصصة هى قبة المحراب من المسجد الجامع بالقيروان التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة (222ه/836م). (لوحه105 ) ولقد عمد البناء فى بناء القبة المضلعة إلى تجزئة الكتلة الكروية الشكل ، فلم يعد يحتفظ بمظهر الكتلة المنسجمة السطح ذات الشكل الكروي بل جزأها إلى ضلوع فجعل منها عناصر متصلة من عقود ، وجعل تصميم بناء القبة هيكلا مكونا من أوتار جعل بينهما حشوا فأصبح كأنه غلاف لسلسلة شبكية ، ثم تطورت الفكرة الهندسية فى مسجد الزيتونة بتونس فى قبة المحراب (1)وتطورت القبة بشكل سريع فى بلاد المغرب وانتقل ذلك التطور إلى مصر حيث نشاهد القبة المضلعة فى قبة السيدة عاتكة وتتكون من 16 ضلعا بارزا إلى الخارج ومقعرا من الداخل(2) والتي تعتبر باكورة لتطور القبة المضلعة الفاطمية من حيث بدء ظهور التضليع حيث بلغ أقصى تطور لهذا النوع من القباب فى مشهد السيدة رقية(3) ( لوحة106).
أما فى اليمن فلقد اتخذت القباب المضلعة مظهرا جماليا أجاد المعمار النسب الهندسية فى بناء هذه القباب، ونشاهد أول قبة مضلعة تغطى مدخل المدرسة المظفرية بتعز والتي بناها الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول الذى حكم فى الفترة ما بين سنه ( 647- 694ه / 1249 –1295م ).
أما قبة المهدي التى نحن بصددها فهي تتشابه مع قبة المحراب فى مسجد القيروان الذى ترجع إلى ( 221 ه / 836 م ) وذلك من حيث أنهما أقيمتا على حنايا ركنيه مفصصه .
وتعتبر قبة المهدي بما تحمله من زخارف بنائية وكتابية أصيلة منذ تاريخ البناء والتشييد، وهى على النحو الآتي :
الزخارف:
عمد الفنان إلى تزيين منطقة الانتقال فى هذا الضريح وهو ما نلمسه فى أضرحة اليمن والتي زينت مناطق انتقالها دون بقيه الضريح بزخارف كتابية ونباتية.
الزخارف الكتابية:
صفحه ۲۲۷